هل هناك تناقض بين الرضا والطموح؟ مصطفى حسني يوضح
كتبت – آمال سامي:
"لماذا يوجد تناقض بين الرضا والطموح، فقد أمرنا الله بالرضا وعلى النقيض بعدم الاستسلام؟" هكذا سئل الداعية الإسلامي مصطفى حسني من أحد متابعيه، ليجيب عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب موضحًا الفارق بين الرضا والطموح.
فيقول حسني أن الرضا حالة في القلب ليس لها علاقة بالسعي، بل لها علاقة بتقبل المقسوم من الأقدار في كل وقت، أما السعي والطموح فهما مرتبطان بالعقل الذي يخطط والجسم الذي ينفقذ، فالقلب الذي يعامل الله يرى مدد الله في كل وقت وهو راض به، أما العقل فيفعل شيئًا آخر، وهو البحث والتخطيط لكيفية استثمار كل الفرص المتاحة، ويعطي أمر للجسم أن يسعى لهذا الأمر، فيقول تعالى: " وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى"، فيقول حسني أن الإنسان سينتظر الجزاء، ولكنه سيظل يرمي البذرة ويضع الخطط طوال الوقت، وسيظل راضيًا بما أرسله الله له.
وضرب حسني مثالًا لذلك بما حدث في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأ الدعوة بإنذار عشيرته الأقربين، فلما لم يجد استجابة في مكة انتقل للمرحلة الأخرى، وهي "لتنذر أم القرى ومن حولها"، فذهب إلى الطائف ولم يتقبلوا دعوته بل ألقاه الأطفال بالطوب والحجارة، فدعا اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس...، ويقول حسني أنه رغم ما فعلوه لم يدعو عليهم بل قال: "إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي"، أي أنه سيكمل وراض بما قسمه الله له، مؤكدًا أن هذه هي قمة الرضا والاستسلام بما أراده الله له، ثم يعود لمكة ويظل يدعو القبائل حتى يقبل أحدهم ثم يذهب للمدينة، وبعدها يبدأ ينشر الوفود والرسائل لكسرى وقيصر والنجاشي، "الفكرة دي هي الفارق بين الرضا والطموح...فالرضا حال قلبي متلازم مع كل خطوات السعي"، فيقول حسني أن الامداد الذي ينزل مع كل سعي يسعاه الإنسان يرضى به لأنه اختيار الله، فالسعي لتحسين الرزق جزء من دور العبد في الأرض وجزء من حق نفسه عليه.
فيديو قد يعجبك: