الله أغنى من عبادتنا له.. فلماذا يطلب منا الصوم والصلاة والحج؟.. عمرو خالد يرد
كتب- محمد قادوس:
الله أغنى من عبادتنا له؛ لماذا يطلب منا عبادته، ولماذا يطلب منّا الصوم والصلاة، وهي أفعال غنى عنها؟، سؤال أجاب عليه الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، في إطار تفنيد الشبهات التي يسعى البعض لإثارتها في أذهان بعض الشباب.
وقال خالد في الحلقة الأخيرة من برنامج "الفخ"، الذي يُعنى بتحصين عقول الشباب من الوقوع في براثن الفكر الإلحادي: "العبادة نوعان: عبادة تقديس وتعني الصلاة والصوم والزكاة والحج، وعبادة تعمير الكون، ومعنى فهم العبادة أنها للصلاة والصوم وفقط هي أمر قاصر، فالله يطلب منا أن نعيش حياتنا كلها لله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، ويقول أيضًا: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)؛ فعلاقتك بأمك، ونجاحك في العمل ومساعدة الفقراء، وحياتك كلها تصبح عبادة لله طالما نيتك خيِّرة، حتى في الزواج يكون بنية عفة النفس، وإنجاب أولاد يعبدون الله، وممارسة الرياضة تُصبح عبادة، لصيانة الجسم والمحافظة عليه".
وأضاف خالد: "الله غني لا يحتاج إلى عبادتنا، قال تعالى: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) أما عبادتنا لله فهي لان الإنسان هو من يحتاج إلى عبادة الله، فيقر بالعبودية إليه بالالتزام بما أمر، والإنسان بدون عبادة الله يصبح مريضًا، والله خلق البشر من مادتين مادة الجسم وهو مخلوق من التراب (الطين)، ومادة الروح وهي قادمة من السماء، وكل مادة منهما تحنُّ إلى نوعها فالجسم يحن للأرض، والروح تحن إلى السماء، فغذاء الجسد الأكل والشرب والعلاقة مع غيره من البشر، وغذاء الروح الصلاة والصوم والعبادات، وبدونهما يصبح الإنسان مريضًا حتى وإن امتلك من المال الكثير، لأنه فقد غذاء الروح ببعده عن طاعة الله".
وتابع خالد: "لو سمعت صوت روحك لوجدتها تصرخ لحرمانها من طاعة الله، وعلماء النفس الإيجابي وعلى رأسهم "مارتن سلجمان" يقول: "الإنسان لا يشعر بالسعادة حتى يكون معنى كبير في حياته ينتمي إليه"؛ وهنا يقصد الله الإله الذي نعبده، فالصلاة صلة بين العبد وربه، فمن يطيع الله ويعبده عليه أيضًا أن يسير في الدنيا وينجح في حياته، فالإسلام يطالبنا أن نفوز بالدنيا والآخرة، فنعبد الله و نقيم شعائر الدين، وبذلك نفوز بالآخرة، ثم نعمل في الدنيا لنحصل على النجاح والتفوق، فنفوز بالدنيا أيضًا؛ ولا يوجد صدام بين الحياة والتمتع بالدنيا وبين عبادة الله للفوز بالآخرة".
وعبّر خالد في ختام حلقات البرنامج عن سعادته بإقدام الشباب في عمر المراهقة على البحث عن إجابات الأسئلة التي تشككهم في أمور الدين، وطلب معرفة الإجابة من أهل العلم، وليس عبر شبكة الإنترنت، مناشدًا الجميع بمشاركة الحلقات لتوضيح الإجابات عن الأسئلة التي يطرحها البعض ليشكك في الدين، ويسعى لتضليل الشباب، قائلًا: «العقل بمفرده بدون مناشدة الله وطلب الهداية منه لن يصل إلى الحقيقة، لابد أن يعمل العقل إلى جانب القلب للوصول إلى الحقيقة، وإلى الله الخالق».
وتناول الداعية الإسلامي في الحلقات العشر من برنامج "الفخ" تفنيد الشبهات العقلية التي تُطل على عقول الشباب خاصة في عمر المراهقة؛ وهو ما يستغله دعاة الإلحاد في الإيقاع بالشباب بسيط التفكير لتشكيكه في الإيمان بالدين، مثل هل الإنسان مسير أم مخير؟، ومن خلق السماء؟ وهل نعيش في كذبة كبيرة، ولماذا خلقنا الله؟ وما فائدة وجودنا في الحياة؟ ولماذا الله واحد فقط ولا توجد آلهة متعددة؟ وما الدليل على أن القرآن كلام الله ليس من تأليف النبي محمد؟ ولماذا يسمح الله بوجود الشر والقتل في العالم؟ ولماذا يوجد صراع الأديان؟ ولماذا يوجد الشر والظلم في العالم؟ ولماذا انتهى زمن المعجزات؟ وما هو دليل وجود الأنبياء؟ ولماذا نخص النبي محمد بالذكر في الأذان؟
فيديو قد يعجبك: