بالفيديو| سعد الدين الهلالي يتناول أمثلة من التجديد الفقهي في حياة الرسول
كتب- محمد قادوس:
سرد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أمثلة من وقائع التجديد الفقهي في حياة الرسول، مشيرًا إلى أول فكرة، وهي ان سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم- أرسل سيدنا عمر بن العاص-رضي الله عنه- إلى غزوة تسمى ذات السلاسل، فأصيب سيدنا عمر بالاحتلام في ليلة شديدة البرودة، ولكن عندما استيقظ لصلاة الفجر تيمم وصلى بأصحابه ولم يغتسل، ولكن أصحابه عرفوا هذا الأمر وسألوه لماذا تتيمم فقال لهم هذا الأمر، وقال لهم ان الجو شديد البرودة ولم اغتسل، فلما رجع الصحابة الي المدينة اشتكوا سيدنا عمر إلى النبي، فسأله النبي وقال هل صليت بأصحابك وأنت جنب، فرد عليه عمر وقال نعم يا رسول الله وقص له القصة وقال له انه في هذه الليلة كانت شديدة البرودة، وقد قرأت قول الله-عز وجل- "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، فضحك النبي ولم يفعل شيئا، مشيرًا الي أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كونه ابتسم فهذا يكون معناه انه يقر فكرة وليست هذه الحالة فقط، منوها إلى ان هذا يعتبر تجديدا للخطاب الفقهي.
وأضاف الهلالي أثناء لقائه ببرنامج،" الحكاية"، المذاع عبر فضائية،" إم بي سي مصر"، أن ثاني فكرة وهي ورد عن سيدنا معاذ بن جبل، حينما قال ان كان التعامل مع المسبوق أن يأتي فيسأل من كان في آخر الصف، ويقول كم فاتني من الصلاة ركعة اثنتين، فيشير إليه بأصبعه فيأتي بها ثم يلتحق بالجماعة ثم يسلم مع الرسول، فكان الرسول يسلم فكان الكل يسلم، فجأة وقلت ان لا أسأل ولكني وما وجدت عليه حال رسول الله دخلت فيه فإذا ما انتهي أتيت بما فاتني، فلما انتهى النبي من صلاته قام وأتى بالركعات التي فاتته، فالنبي سأل من قال هذه الكلمة، قالوا معاذ، فقال النبي إن معاذ قد استن لكم سنة فتسنوا بها.
وأوضح أستاذ الفقه، ثالث فكرة، وهي التي وردت عن سليم الأنصاري عن الصحابي الجليل، عندما قال لسيدنا النبي-صلى الله عليه وسلم-ان لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، قال له عليك ان نقول" اللهم إني أسألك الجنة وباعد بيني وبين النار" فقال حولها ندندن.
وبين الهلالي في رابع فكرة، وهي عن قيس بن عمر في قضاء سنة الفجر، يقول ان النبي-صلى الله عليه وسلم- أبصرني بعد صلاة الصبح وكان يلتفت للناس بعد ان ينتهي من صلاته فوجد قيس بن عمر يصلي، فقال له النبي اصليت الصبح مرتين، وربما كانت هذه مداعبة، فقال له لا يا رسول الله، بل إنها كانت سنة الصبح لم أكن قد صليتهم وقد صليت معك الصبح فئتين بهاتين الركعتين، فيبتسم النبي ولم يقل شيء.
وأكد أستاذ الفقه، بأن هذا دليل على أن الصحابة لديهم فكرة بدخولهم الدين يعطي لهم اريحية في اتخاذ القرار والتصرف ورد فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-عليهم، منوها الي أن هذا يكون دليلا على أن الدين يوجد به أريحية.
وبين الهلالي في خامس فكرة، وهي عن أبي سعيدٍ حينما جاءتْ امرأةٌ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم ونحن عندَه فقالتْ يا رسولَ اللهِ إنَّ زوجي صفوانَ بنَ المعطلِ يضربُنِي إذا صليتُ ويُفطرنِي إذا صمتُ ولا يصلي صلاةَ الفجرِ حتى تطلعَ الشمسُ، قالَ وصفوانٌ عندَهُ قالَ فسألهُ عما قالتْ فقالَ يا رسولَ اللهِ أما قولُها يضربُنِي إذا صليتُ فإنَّها تقرأُ بسورتينِ وقد نهيتَها، قال فقالَ لو كانتْ سورةٌ واحدةٌ لكفتِ الناسَ، وأمَّا قولُها يُفطرنِي فإنَّها تنطلقُ فتصومُ وأنَا رجلٌ شابٌّ فلا أصبرُ فقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يومئذٍ لا تصومُ امرأةٌ إلا بإذنِ زوجِها، وأمَّا قولُها إنِّي لا أصلي حتى تطلعَ الشمسُ فإنا أهلَ بيتٍ قد عرفَ لنا ذاكَ لا نكادُ نستيقظُ حتى تطلعَ الشمسُ، قالَ " فإذا استيقظتَ فصلِّ".
إن من يصلي الفجر مثل الذي يصلي الصبح، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة، حينما اشتكته زوجته بأنه ينام عن صلاة الفجر، فقال له النبي:" إذا استيقظت فَصَلِّ"
فيديو قد يعجبك: