خشية الإصابة بالكورونا.. حكم امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها؟.. باحث بالأزهر يجيب (خاص)
كتب- محمد قادوس:
"حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة خشية الإصابة بالكورونا؟" سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح أن الزواج عقد شريف لا يقصد منه فقط مجرد الاستمتاع، بل يقصد به مع ذلك معانٍ أخرى منها:
1- التعاون على البر والتقوى، وعلى طاعة الله تعالى.
2- وأن يكون كل منهما عونًا وسندًا للطرف الآخر، على مواجهة مصاعب الحياة، فهذا رسول الله ﷺ لما جاءه الوحي وعاد إلى السيدة خديجة –رضي الله عنها- يقول: «لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي»، كما ورد في صحيح البخاري، لم تتركه أم المؤمنين يواجه هذا الأمر الجديد وحده وإنما وقفت بجواره تسانده وتدعمه وتواسيه وتقول له: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)، وانطلقت معه تعرض الأمر على ابن عمها ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ وقالت له: (يا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ).
3- كما يقصد من الزواج تكوين الأسر الصالحة، والمجتمعات السليمة.
لكن قد يغلب أحد هذه المقاصد على الآخر، لاعتبارات معينة بحسب أحوال الشخص.
وأضاف الباحث الشرعي، في حديثه لمصراوي، بأن الواجب على السائلة عدة أمور، منها:
1ـ أن تقف بجوار زوجها وتدعوا له بالشفاء والمعافاة، وأن يجمع الله –تعالى- لزوجها في هذه الأزمة بين الأجر والعافية.
2ـ أن تدعم زوجها في مرضه الذي ألم به وغلبه، وأن تظهر له هذا الدعم النفسي والمالي بألا تنفر منه وتبتعد عنه، مع أخذ كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة حتى لا تنتقل العدوى إليها.
واوضح سلامة علي ان المرأة العاقلة الأريبة تستطيع أن تقنع زوجها باللين والكلام الطيب ألا يجهد نفسه، وألا يضر بها وأنه «لا ضررَ ولا ضِرارَ» ، كما ثبت في السنة النبوية المطهرة، فإن أبى إلا أن يطالب بحقه الشرعي، ولم يشغلها هذا الفعل عن الفرائض، وتمكنت من تلبية حقه بلا ضرر محقق عليها وعليه، فإن الواجب عليها في هذه الحالة أن تجيبه إلى هذا الطلب مع أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم انتقال العدوى إليها، ومن حقها أن تطالبه بأخذ كافة أسباب التوقي؛ لأنه لم يثبت في أي مصدر من المصادر الطبية المعتبرة، أن العلاقة بين الزوجين تؤدي إلى انتقال العدوى، كما أن الطفرات الجديدة من الفيروس أقل خطورة من سابقتها، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ».
فيديو قد يعجبك: