إعلان

بعد واقعة "عروس الإسماعيلية".. عميد أصول الدين: جهل بالشرع وكان يجب على المارة التدخل

05:47 م الإثنين 21 فبراير 2022

الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم

كتبت – آمال سامي:

أثارت واقعة عروس الإسماعيلية التي ضربت منزوجها قبل اتمام حفل الزفاف أثناء خروجها من الكوافير، أستياء الكثيرين على مواقع السوشيال ميديا، وأثارت موجة كبيرة من الغضب، خاصة أن الموقف تم تصويره بالفيديو ونشره على منصات التواصل الاجتماعي، مما أعاد للظهور مرة أخرى فيديو لزوج أوكراني يضرب زوجته في الشارع ويتدخل المارة للدافع عن المرأة، وتساءل المعلقون لماذا لم يحدث هذا مع عروس الإسماعيلية؟

ناقش "مصراوي" تلك القضايا مع الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، لبيان حكم الشرع وموقفه منها.

ضرب "عروس الإسماعيلية" دليل على جهل بالشرع

أكد مرزوق أن ما حدث هو أمر مخالف للشرع وعدم فهم حول ما قاله أهل العلم في قوله تعالى: " فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، لأن معنى الضرب كما قال العلماء الضرب على سبيل العتاب كأن يضرب الرجل زوجته بالمسواك كما قال عبد الله بن عباس، بما لا يكون فيه إزاء ولا امتهان للكرامة، وهذا يحدث عادة بين معظم الناس، "أما الضرب بهذه الصورة الوحشية التي رأيناها فهو أمر لا يقره الشرع وهو دليل على جهل من فعل ذلك".

وروى مرزوق قصة عادة قديمة كانت شائعة في الماضي، وهي أن يقوم الزوج بضرب زوجته في ليلة الدخلة حتى تنصاع له، ولكنه يحمد الله أن هذا المفهوم أنتهى ولم يعد له وجود في الوقت الحالي، ويقول مرزوق أن هذا الأمر كان بسبب الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، ويوصي مرزوق كل إنسان أن يتبع الشرع في مسألة ضرب الزوجة.

مرزوق: على المسلم حين يرى رجلًا يضرب أي امرأة أن يتدخل

أما مسألة ضرب الزوج لزوجته في الشارع بهذه الصورة وعدم تدخل المارة، يقول مرزوق أنه كان على المحيطين به أن يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أولًا لأنهم لا يعرفون إن كانت زوجته أم لا، فهو رجل يضرب امرأة في الشارع، لكن إذا كان موضوع الضرب قد حدث وانتهى، كأن يكون ضربها قلمًا وأنتهى الأمر، يقول مرزوق أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الحالة يكون بالنصيحة فقط، "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان"، ويؤكد مرزوق إنه في حالة قام زوج بضرب زوجته، أو أي امرأة بآلة حادة، أو أن يقوم شاب بخطف فتاة في الشارع فيجب أن يمنعه المارة وأن يأخذوه إلى الشرطة حتى تتخذ الإجراءات القانونية.

لكن ماذا لو كان التدخل سيسبب لصاحبه أذى؟ يقول مرزوق أن الواجب حين إذ ليس على الأفراد ولكن على "الشرطة" فإن كان يمسك سكينًا ويحاول أن يقتل أحد به فمن يتعرض له سيضربه بهذا السكين، فهو معذور في هذه الحالة، لكن الشرطي والمسئول يستطيع القبض على هذا الرجل بطريقته.

هل للمجتمع حق في الاقتصاص أو في تجريم ممن اعتدى على زوجته أمام الناس في الطرقات؟

يقول مرزوق إذا كانت المشكلة قد انتهت فالأفضل السكوت عنها، فإن قدم الرجل للمحاكمة كما ينادي البعض ربما أدى ذلك إلى أن يطلقها، ويحدث ذلك بسبب تدخل الناس، وأكد مرزوق أن من لها الحق في أن تشتكي الرجل وترفع أمره للمحكمة هي الزوجة نفسها، أما تدخل الآخرين فقد يدمر حياة تلك المرأة بسبب تدخل الناس، فمادام قد أنتهى يطبق المسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

ومن ناحية أخرى يؤكد مرزوق أن من حق الدولة شرعًا أن تقتص ممن يخالف العرف العام ، سواء كان بضرب امرأة في الطريق العام أو التعرض لها ونحوه، فمن حق الدولة أن تقدم الشخص الذي فعل ذلك للمحاكمة أمام القضاء لأن البعض قد يستخدم هذه الأمور للشهرة، فيضرب زوجته أمام الناس حتى يشتهر، "ومجانين الشهرة كثيرون..ومن حق الدولة والنيابة أن توجه إليهم أي تهمة تتوافق مع القوانين الحالية التي تحفظ السلام حتى يكونوا عبرة لغيرهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان