لماذا لم يعرج النبي من المسجد الحرام؟.. الشعراوي يقدم دلائل عقلية على معجزة الإسراء والمعراج (فيديو نادر)

كتبت – آمال سامي:

تحدث الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في فيديو نادر لأحد لقاءاته التلفزيونية عن حادثة الإسراء والمعراج، مقدما دلائل عقلية على الرحلة النبوية المباركة، وعن سر تقدم الإسراء على المعراج ودلالات اختيار المسجد الأقصى تحديدًا ليكون المكان الذي يسرى به النبي إليه، فيقول الشعراوي إن الإسراء كان لابد أن يتقدم المعراج لأنه عملية أرضية كل ما فيها خرق المسافة والزمن ونحوه، فمشركو مكة كانوا يعرفون المسجد الحرام والمسجد الأقصى ويعرفون كم تأخذ المسافة بينهما.

فلو كان المعراج كان من المسجد الحرام إلى السماء لما كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة مادية يقنع بها العقول المعاصرة، يقول الشعراوي، وذلك لأن لا أحد منهم ذهب إلى سدرة المنتهى حتى يصفها له او سار في الطريق من الأرض إلى السماء حتى يقول علامات الطريق له، فهو شيء معلوم لهم ولذا قالوا له أن يصف له بيت المقدس لأن بينهم من يعرف وصفه، فسألوه ووصف، ومع ذلك يأتي بالدليل وهي القافلة التي رآها وأخبر بما شاهدته، فلما جاءت القافلة أخبرت بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"فالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أمر يمكن أن يقام عليه الدليل على أن رسول الله صادق في تلك النقلة ولكن المشكلة في الزمن والمسافة"، ويؤكد الشعراوي أن الإسراء هي آية أرضية حتى إذا اقتنع العقل خرق له القانون من مكة إلى بيت المقدس أقتنع الناس أن الناموس المسافي قد خرق لمحمد، ومادموا اقتنعوا بذلك فإذا حدثهم بعد ذلك أنه صعد إلى السماء يكون ذلك إيناس للعقل بأن الذي خرق له الناموس فيما نعلم قادر بأن يخرق له الناموس فيما لا نعلم.

ولكن يقول الشعراوي إنه من الممكن أن يسرى به من مكة إلى مكان آخر، ولكن كانت الحكمة أن يكون الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى دلالة موحية أن المسجد الأقصى قد دخل في مقدسات الإسلام، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح مهيمنًا على كل المقدسات، وأن المسجد لن يكون منعزلًا عن مقدسات الإسلام، "فمسراه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس أدخله مقدسًا من مقدسات الإسلام ومهيمنًا على الديانات السائدة فيه ومهيمنًا على رسالات الرسل التي أرسلها الله إلى هذا المكان".