هل رأى النبي ربه في المعراج؟.. علي جمعة يوضح كيف كانت تلك الرؤية
كتبت – آمال سامي:
هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج رؤية العين؟ سؤال يتردد في الأذهان حين تسمع قصة الإسراء والمعراج، فحين عرج النبي صلى الله عليه وسلم للسماوات العلى رأى ربه، ويجيب جمعة على هذا التساؤل في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، قائلًا بداية إن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد والنفس، وليس بأحدها فقط، فيقول إن أسرى تعني سار بالليل فليست الروح التي سارت بالليل، لقوله تعالى: "بعبده" أي بكله، فلم يقل بروح عبده أو في منام عبده، فلا يجوز اطلاق عبده إلا بمجموع ثلاثة أشياء: الجسد والروح والنفس.
أما معنى قوله تعالى: " وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ"، فسئل عنها ابن عباس وقال: كانت رؤيا عين، وأكد جمعة أن هذه الآية تثبت المعراج، ولكن يشير جمعة إلى أختلاف الصحابة حول أمر الرؤية هل رأى ربه بعينيه أم بقلبه، فتقول عائشة من قال أن محمد رأى ربه بعينيه فقد كذب، "فالله لا يرى بالعين المجردة وإنما بالقلب والفؤاد"، فيقول جمعة أن العين لها البصر والفؤاد له البصيرة، ويرى بها الإنسان، فالله سبحانه وتعالى ليس له طول وعرض، حاشاه، فهو سبحانه وتعالى خارج الزمان والمكان، فإذا رأيناه رأيناه بصورة أخرى غير التي نرى بها سائر المخلوقات، فنراه بقلوبنا وبوجوهنا النضرة، أي بذراتنا، لذا قال: "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"، ولم يقل عيون، فالعيون لا تصلح لرؤية الله، فهو سبحانه ليس جسمًا.
وقال جمعة إن بعض الناس فتنت من هذا الأمر، وهو رؤية النبي لربه، وهي حقيقة وفيها رؤية بصيرة ولكن ليست رؤية عين، فرؤية العين كانت رؤية جبريل، فهو مخلوق، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على حقيقته، ورأى ربه من ناحية القلب، لذا حين سئل هل رأى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نور أنى آراه، فهي ليست الرؤية البصرية، وإنما هي الرؤية التي يراه فيها الروح والقلب والبصيرة.
فيديو قد يعجبك: