إعلان

الفرق بين الصحف التي تنتهي صفحاته بآية والمصحف القديم.. أزهري يوضح (خاص)

05:30 م السبت 05 فبراير 2022

الدكتور ابو اليزيد سلامة

كتب- محمد قادوس:

"ما هو الفرق بين الصحف التي تنتهي صفحاته بآية والمصحف القديم؟" سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأنه من فضل الله على أمته أن حفظ لنا كتابه الكريم (المصحف) بوسائل وطرق متعددة، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الحجر،" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".

ومن هذه الوسائل أنه – عز وجل – يَسَّر للمسلمين حفظ القرآن الكريم في الصدور؛ فحفظه الملايين جيلًا بعد جيل في مشارق الأرض ومغاربها، حتى وصل إلينا بالسند المتصل إلى الرسول ﷺ، كما أنه تعالى حفظ كتابه الكريم بأن ألهم الصحابة جمعه في مصحف واحد بإشارة من عمر بن الخطاب على الخليفة أبي بكر الصديق–رضي الله عنهما-ومن وقتها والقرآن الكريم مجموع كتابة.

وأضاف الباحث الشرعي أن المصحف الشريف هو بلا منازع أكثر كتاب طبع على وجه الأرض، وقد مرت طباعة المصحف الكريم بمحطات كثيرة على مر الزمان، وصار للمصحف أشكال متعددة وتصاميم مختلفة وخطوط متميزة عالية الجودة.

ورغم اعترافنا بوجود العديد من الطبعات المميزة لكننا ننصح المسلم أن يلتزم بالطبعة المريحة لعينه أو التي حفظ عليها، ولا يتنقل بين الطبعات؛ لأن العين تحفظ مكان الآية وبالتالي يسهل على العقل حفظها وتذكرها.

واوضح سلامة، في حديثه لمصروي، أن الذي لا يعرفه كثير من المسلمين أن أول طبعات المصحف الشريف بالمطابع الحديثة، لم تكن بيد المسلمين قال ﷺ في الحديث الصحيح: (إنَّ اللهَ ليُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجلِ الفاجرِ)، فتشير بعض المصادر الأوروبية إلى أن القرآن طبع كاملا في مدينة البندقية العام 1530م، لكن أُحرقت جميع النسخ ولا أثر لها، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32].

وينقل د. صبحي الصالح عن المستشرق بلاشير، أن أول طبعة إسلامية للمصحف كانت في سانت بتروسبيرغ بروسيا العام 1787م، وقام بها مولاي عثمان، وفي العام 1308هـ، قام الشيخ المقرئ أبو عيد رضوان بن محمد المخللاتي بكتابة نسخة متقنة من المصحف وطباعتها في القاهرة؛ لذا فإن أول طبعة عربية إسلامية للمصحف هي في مصر العربية، وصارت تلك الطبعة مرجع طبعات المصاحف؛ لأن الشيخ نسخ المصحف بيده بدلًا من الخطاطين.

وتعد طبعة المصحف الشمرلي التي حفظ عليها المصريون هي أشهر أنواع المصاحف المطبوعة في أواخر القرن العشرين، وقد كانت منتشرة في كل البلاد العربية يحفظون عليها، ويعرفها ويحفظها كبار قراء العالم الإسلامي، رغم وجود طبعات أخرى، وكان أول من خطّ هذه الطبعة هو الحاج محمد سعد إبراهيم الشهير "بحداد" والذي وافته المنية من سنوات عن عمر ناهز التسعين عامًا، وكتبه على الرسم العثماني وما تزال النسخة الأصلية المرسومة بخط يده موجودة، ومن أهم مميزات هذه الطبعة أن كل صفحة تحتوي على 15 سطرا فقط، مما يجعل العين ترتاح للقراءة فيه وتعتاد عليه.

أما عن مصحف المدينة، فقالالباحث الشرعي،بأنه هو يشكل مرحلة أخرى من مراحل خدمة المصحف الشريف، حيث وضعَ حجر الأساس لمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنورة في السَّادس عشر من المحرَّم سنة (1403هـ – 1982م)، وطبع في الأول من جمادى الأولى عام 1405هـ الموافق عام 1984م، وتميزت هذه الطبعة بتحسين شكل الخط من خلال الخطاط السوري عثمان طه، وزخرفة الصفحات بشكل مميز وانتقاء أجود أنواع الورق خصوصًا في بدايات الطبع، وتستغرق كتابة النسخة الواحدة ثلاث سنوات، وتبدأ صفحة هذا المصحف ببداية آية وتنتهي بنهاية آية، كما اهتم بالتوظيف الأمثل للتقنيات المتقدمة في مجال الطباعة، والنشر الإلكتروني، والتطبيقات الرقمية، وكتب عثمان طه 12 نسخة من المصحف بـعدة روايات، ومن مميزات أنه يسهل القيام على من يقوم الليل بعشرين ركعة حيث أن الجزء الواحد 20 صفحة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان