"ناقة وسباق ونصف دية": أسباب غريبة وراء أشهر 3 حروب للعرب قبل الإسلام
كتبت – آمال سامي:
خاض العرب قبل الإسلام العديد من الحروب التي قامت لأسباب واهية وغريبة للغاية، لعل أشهر هذه الحروب "حرب البسوس" التي قامت بسبب ناقة، ولكنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة، وفي السطور التالية نستعرض عددًا من المعارك والحروب التي خاضها العرب قبل الإسلام لأسباب تبدو غريبة..
حرب داحس والخبراء
قامت هذه الحرب بعد انتهاء حرب البسوس بوقت قليل بين قبيلتي عبس وذبيان، ويروي توفيق برو في كتابه "تاريخ العرب القديم"، سبب وقوعها، وهو خلاف على سباق خيل بين أفراس لحذيفة بن بدر فزارة سيد ذبيان، وأفراس أخرى لقيس بن زهير سيد عبس، إذ نزل قيس وقومه بحي بجوار حذيفة لنسب يربط بينهما، وكان لقيس أفراس اشتهرت وسط العرب أنه لا مثيل لها فحسده حذيفة عليها، ورغب في أن يطرده من جواره لكن لم يجد سببًا ليفعل ذلك، ولكنه فيما بعد جره لرهان على سباق بين فرسين لقيس ذكر وأنثى ومثلهما له، فكانا فرسي قيس "داحس والغبراء" وفرسي حذيفة "الخطار والحنفاء"، وفي السباق كان النصر يكاد يكون وشيكا لفرسي قيس، لذا دبر حذيفة حيلة ليعيقهما عن الجري وعلمها قيس، فاختلفا وادعى كل منهما أن فرساهما أسبق، ورفض حذيفة دفع الرهان الذي كان قدره عشرون ناقة، فانتهى التنازع بينهما إلى الحرب، وقد استمرت تلك الحرب أيضًا أربعين سنة كاملة!
حرب سمير
كانت هذه بداية حرب طويلة بين الأوس والخزرج استمرت لسنوات عدة حتى قبل دخول الإسلام بقليل إلى "يثرب" أو المدينة كما أسماها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذكر ابن الأثير الواقعة التي تسببت في هذه الحرب في كتابه "الكامل في التاريخ" إذ قتل "سمير" وهو رجل من الأوس من بني عمرو بن عوف، أحد حلفاء الخزرج بسبب التفاخر بين القبيلتين، أيهما أعز أهل يثرب، خزرجي أم أوسي.
وبدأت القصة حين نزل كعب بن العجلان على مالك بن العجلان السالمي فحالفه وأقام معه، فخرج كعب يومًا إلى سوق بني قينقاع فرأى رجلا من غطفان معه فرس يقول: فليأخذ هذا الفرس أعز أهل يثرب، فقال رجل" فلان، وقال آخر: أحيحة بن الجلاح الأوسي، وهكذا، فأعطى الرجل الفرس لمالك بن عجلان، فقال كعب: ألم أقل لكم إن حليفي مالكًا أفضلكم؟ فغضب لذلك "سمير" الأوسي من بني عوف، فشتمه وافترقا، لكن سمير ظل يتابعه ويترصده حتى قتله، وطالب حلفاءه بتسليم قاتله، فانكروا قتله، وبعدها عرضوا عليه الدية فقبلها، لكن دية الحليف كانت نصف دية صاحب البلد، فرفض مالك إلا أن يأخذ الدية كاملة.
وهكذا أنتهى الأمر إلى حرب بينهما لم تتنهي إلا بتحكيم المنذر بن حرام النجاري الخزرجي، وهو جد حسان بن ثابت بن المنذر، فحكم بينهما بالدية الكاملة للحليف ثم يعودوا بعد ذلك إلى عادتهم القديمة، فرضوا وانتهت الحرب لكنها خلفت في نفوس الطرفين البغضاء ومكنت العداوة بينهم التي استمرت على مدار 140 سنة كاملة في حروب طويلة وعداء، إلى أن كانت أخر حرب بينهما وهي حرب "بعاث" التي انتهت قبل الهجرة بخمس سنوات.
حرب البسوس
هي حرب وقعت في جزيرة العرب وتعد من أطول حروبها إذ دامت أربعين سنة كاملة وكانت بين قبيلتي بكر وتغلب بن ربيعة، وكان سبب بداية الحرب هو قتل ناقة سيدة تدعى "البسوس"، وكانت "البسوس" هي اخت هبلة بنت منقذ بن سلمان بن تميم وهي أم زوجة كليب بن ربيعة بن الحارث بن مرة، إذ سئل زوجته ذات مرة قائلًا: "هل تعرفين في العرب من هو أعزّ مني؟" قالت: "نعم، أخواي جسّاس وهمّام"، فغضب لذلك وخرج وهو يحمل قوسًا، فإذا له يجد ناقة البسوس ترعى في حِماه، وكان قد منع ذلك، فأخذ قوسه وضربها ضربةً فماتت.
فاستغاثت البسوس بابن اختها جساس، فوعدها أنه سيقتل جملًا أعظم من فصيلة الناقة، وحين التقا هو وعمرو المزذلف وكليب ابن ربيعة،فعاتباه على منعهم من الورود على الماء وقتل ناقة البسوس، فلم يستجب فضربه بالرمح فمات، وهكذا اشتعلت الحرب.
فيديو قد يعجبك: