بعد تصدره تويتر: لماذا لم يذكر القرآن خروج "المسيح الدجال"؟
كتبت – آمال سامي:
تصدر "المسيح الدجال" تريند تويتر أمس، وعادة ما تدور في الاذهان أن المسيح الدجال مجرد أسطورة، وعلى العكس من ذلك فهو حقيقي ومذكور في الدين وفي عدة أحاديث نبوية شريفة تحدثت عنه وصحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في وقت سابق، أن خروج الدجال أول علامات الساعة الكبرى، مشيرًا إلى أنه يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام، فهو فتنة عظيمة، ويسمى مسيحًا لأن عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يومًا.
وحول عدم ذكر المسيح الدجال ونزوله في القرآن الكريم، يؤكد جمعة أن الأحاديث التي تذكر الدجال أحاديث صحيحة بلغت حد التواتر ، ونقل ما قاله ابن حجر في ذلك إذ قال ابن حجر: "اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة، وأجيب بأجوبة:
أحدها : أنه ذكر في قوله تعالى :« يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا»، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه : ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
والثاني : قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى :« وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ»، وفي قوله تعالى :« وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ»، وصح أنه الذي يقتل الدجال فاكتفي بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب المسيح كعيسى، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى.
والثالث : أنه ترك ذكره احتقارا، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله"
هل سيتعرض كل البشر لفتنته؟
يتساءل البعض إذا ما كان كل البشر سيتعرضون لفتنة الدجال على الرغم من أن ليس جميعهم سيشهدون وقت خروجه، أجاب على هذا السؤال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أنه لن يتعرض أحد لفتنة الدجال إلا بعد خروجه بالتأكيد، فمن سيفتتن به من عاصره فقط، والنبي صلى الله عليه وسلم أنبأنا أنه ما من بلد إلا وسيدخلها الدجال إلا مكة والمدينة فإن الله جعل على أبوابها ملائكة يمنعونه من دخولها، فحينها كل البشر سيفتتنون، فمنهم من تدخل الفتنة قلبه ومنهم من سيعصمه الله سبحانه وتعالى من الوقوع فيها، وقال ممدوح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستعيذ بالله من فتنة المسيح الدجال في أذكار بعد الصلاة والمداومة على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد ورد في بعض الأحاديث أنها من أسباب الوقاية من فتنة المسيح الدجال.
بعض الأحاديث التي ذكرت مجيء الدجال آخر الزمان
· روى البخاري في صحيحه سمات المسيح الدجال كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة ، فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء ، فقلت من هذا ؟ قالوا : ابن مريم ، فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا الدجال أقرب الناس به شبهاً ابن قطن ) رجل من خزاعة ، وفي حديث أنس رضي الله عنه : ( وإن بين عينيه مكتوب كافر ) ، وفي رواية : ( ثم تهجاها ( ك ف ر ) يقرؤه كل مسلم ).
· بل إن بعض الأحاديث أيضًا قد ذكرت أنه في آخر الزمان سيأتي من يكفر بقدوم الدجال، فيروي الإمام أحمد في مسنده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم ، وبالدجال ، وبالشفاعة ، وبعذاب القبر ، وبقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا".
· أكثر أتباعه نساء...فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ينزل الدجال في هذه السبخة بمرِّ قناة – واد في المدينة - ، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء ، حتى إن الرجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه".
فيديو قد يعجبك: