"10 جنيهات فدية الإفطار" تثير الجدل.. الإفتاء تحددها بنصف قيمة حددها المفتي السابق في 2014
كتبت – آمال سامي:
بـ10 جنيهات، حددت دار الإفتاء المصرية قيمة فدية الإفطار في رمضان، وأوضحت، في بيان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن مَن يجب عليه الفدية في رمضان اثنين:
- المريض: إذا كان الإنسان مريضًا مرضًا لا يُرجَى شفاؤه -بقول أهل التخصص- ولا يَقْوَى معه على الصيام.
- الكبير في السن: بحيث يعجز عن الصيام وتلحقه مشقةٌ شديدةٌ لا تُحتَمَل عادةً.
ولكن أثار تحديد مقدار الفدية الذي ذكرته الإفتاء الجدل، إذ ذكرت أن قيمة الفدية هي إطعامُ مسكين عن كل يومٍ من الأيام التي يفطرها من رمضان، وقيمة الإطعام هذا العام حوالي: عشرة جنيهات (كحد أدنى) حسب تعبيرها، وهو ما استنكره العديد من متابعي الدار- في جدل متجدد كل عام- يقول أحدهم: "10 جنيه إزاي هو هياكل عيش بس؟" واستنكر آخرون المبلغ في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار، والـ عشر جنيهات التي قدرتها الإفتاء هي نفسها قيمة الفدية التي قدرتها في العام الماضي والعام الأسبق.. ولكن كيف يتم حساب فدية الصيام؟ ولم الخلاف عليها؟
علي جمعة يحدد مقدار الفدية بـ 20 جنيها في 2014
في عام 2014 قدر الدكتور علي جمعة مقدار فدية الإفطار 20 جنيهًا عن كل يوم، وقال إن الشائع الآن في إخراج كفارة الصيام هو الأرز، وهو ما يعادل قيمة صاع من الأرز أي 2 كيلو ونصف، ويبلغ سعر كيلو الأرز الآن ما بين 10 إلى 14 جنيهًا للكيلو، فتبلغ الفدية بهذه الطريقة وفق الأسعار الحالية كحد أدنى 10*2.5 أي 25 جنيهًا.
وفي فتوى أخرى عام 2016 أوضح الدكتور علي جمعة أن طعام المسكين ليس من الأكل والشرب الذي يأكل منه صاحب الفيدية، وإنماهو مقدر في الشريعة بصاع أي 2 كيلو ونصف، سواء من قمح أو فول أو أرز أو بلح أو ذبيب، موضحًا أن 2 كيلو من القمح قيمتهم 8 جنيهات، أما من الذبيب بـ 150 جنيهًا، "طلع حسب مرادك وقدرتك وغناك"، موضحًا أنه حتى لو كان غنيًا وأخرج الـ 8 جنيهات لأجزأته.
يبلغ سعر القمح الآن ما بين 12 جنيه إلى 17.5 جنيه للكيلو يختلف حسب الجودة، وبنفس الحساب السابق، تبلغ قيمة الفدية بضرب 12* 2.5 وهي ما تبلغ 30 جنيهًا وفقا لحساب الدكتور علي جمعة المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
"5جنيه عن كل يوم" كانت قيمة فدية الإفطار يومًا واحدًا في رمضان للحامل والمريض، ذكرها الدكتور علي جمعة، أثناء توليه رئاسة دار الإفتاء المصرية، عام 2010، أي منذ 12 عامًا، موضحًا أن قيمة الفدية يتم حسابها وفقًا لسعر صاع من الحبوب في قوت البلد التي يعيش بها المسلم، والصاع يساوي 2كيلو ونصف، وقال جمعة أنه من القمح وكان سعره حينها 180 قرشَا أو 2 جنيه للكيلو.
سبب اختلاف قيمة "الفدية"
اختلف العلماء في مقدار الفدية على اختلاف المذاهب الفقهية، إذ يرى المالكية والشافعية إلى أن مقدار الفدية مدٌّ عن كل يوم، وبه قال طاووس وابن جبير والنووي والأوزاعي وغيرهم، وهو الرأي الذي أخذت به دار الإفتاء مؤخرا، وذهب الحنفية إلى أن مقدار الفدية صاع؛ إلا من الحنطة فنصف صاع، وذهب الحنابلة إلى أن مقدار الفدية نصف صاع؛ إلا من الحنطة فمد.
ويرجع اختلاف قيمة الفدية بين حساب الدكتور علي جمعة السابق لها، مع دار الإفتاء باختلاف الطريقة التي يتم حسابها بها بين الطرفين، إذ تحسب الإفتاء الفدية على اعتبار قيمة "المد" الورادة في الحديث النبوي، والتي تساوي 500 جرام وزيادة قليلة، وهي تساوي حوالي 8 جنيهات، وتجعلها الإفتاء 10 جنيهات، حسبما ذكر الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة له معللًا سر اختيار الافتاء لقيمة 10 جنيهات للفدية، بينما يحسبها الدكتور علي جمعة باعتبارها تساوي صاعًا وهو يقدر بـ 2 كيلو ونصف من الحبوب كما سبق شرحه.
فيديو قد يعجبك: