عالم أزهري يفنّد الشبهات حول العارف بالله السيد البدوي.. شيخ زاهد أم شيعي جاسوس؟
كـتب- علي شبل:
"ولدي اعقل .. حتى لا تهلك مع من هلكوا!".. تحت هذا العنوان فنّد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، الذي يلقب نفسه "خادم الجناب النبوي الشريف"، الكثير من الشبهات والأخطاء التاريخية حول العارف بالله الإمام السيد البدوي، المدفون في مسجده بمدينة طنطا وبعد مزايا دينيا شهيرا، يحرص على ارتياده وزيارته الكثير من المصريين.
وعبر 12 سؤالًا وجواباً، نشر العشماوي ردوده على الشبهات الدائرة بين البعض حول الإمام العارف- رحمه الله- وذلك عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، جاء فيها:
1- س/ من هو السيد البدوي؟
ج/ عبد صالح من عباد الله، اسمه أحمد بن علي، ويلقب بالبدوي، والملثم، ويكنى بأبي الفتيان وأبي فراج، وينتهي نسبه بإجماع المؤرخين إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، ولد في فاس بالمغرب، ورحل إلى الحجاز والعراق، وانتهى به المطاف في طنطا بمصر، وبها توفي عام ٦٧٥ هجرية، حفظ القرآن الكريم بالقراءات، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وأنشأ مدرسة على السطح، ربى فيها آلاف المريدين على منهج التزكية، وانتشروا في ربوع البلاد، يحملون الخير للعباد!
2- س/ هل هو شيعي كما يقولون؟!
ج/ كلا، بل إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، متفق على إمامته، ومسجده أحد قلاع أهل السنة في العالم، وفيه تخرج كبار مشاهير القراء والعلماء وشيوخ الأزهر، ولو كان شيعيا كما يقولون لظهرت آثار تشيعه في طنطا، ولكان قبره مزارا للشيعة، ولاحتفوا به كما يحتفون بأئمتهم، وهذا لم يحدث قط!
3- س/ وهل كان جاسوسا كما يقولون؟!
ج/ من قال ذلك؟! وفي أي مكان قاله؟! ولصالح أي جهة كان يتجسس؟! وعلى من كان يتجسس؟! وماذا استفاد من حظوظ الدنيا نظير تجسسه، من منصب أو جاه أو مال، وهو الزاهد العابد الذي لم يتزوج، وبقي طول عمره مقيما على السطح؟! ولماذا تركه حكام مصر بعد علمهم بجاسوسيته دون أن يقتلوه؟! بل على العكس احتفوا به، وأكرموه، وأوقفوا على مسجده الأوقاف الكثيرة، تكريما له، حتى إن أهل طنطا جميعهم يعيشون في أراض موقوفة عليه!
4- س/ هل كان لا يشهد الصلاة في جماعة في المسجد؟!
ج/ كان قد اتخذ من السطح مسجدا، وكان له إمامان يصليان به وبمن معه الجماعات!
5- س/ هل كان يتبول في المسجد؟!
ج/ حكاية سخيفة، ذكرها بعض المؤرخين، مطعون في أسانيدها، حصل فيها اشتباه ووهم!
6- س/ لماذا لم يتزوج؟!
ج/ كما لم يتزوج بشر الحافي وابن تيمية وغيرهما من أعلام الإسلام؛ إذ لم تكن له نهمة في النساء، وتفرغ للعبادة!
7- س/ أين كتبه وآثاره العلمية التي تركها؟!
ج/ أين كتب الصحابة وآثارهم العلمية التي تركوها، وليس من شرط العالم النافع أن يؤلف كتبا، فقد يؤلف رجالا هم خير من آلاف الكتب!
8- س/ هل ذكره أحد من العلماء القدامى؟!
ج/ ذكره الحافظ ابن الملقِّن في (طبقات الأولياء) والحافظ السيوطي في (حسن المحاضرة) والحافظ السخاوي في (الضوء اللامع) والحافظ المُناوي في (طبقات الصوفية) والإمام عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات) وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) وهؤلاء أئمة حفاظ من أهل الحديث، ووصفوه جميعا ب (سيدي أحمد البدوي)!
9- س/ هل تحرم الصلاة في مسجده؟!
ج/ لو حرمت الصلاة في مسجده؛ لحرمت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لاشتماله على ثلاثة قبور، ولم يقل أحد من فقهاء الإسلام قاطبة إن من مبطلات الصلاة كون المسجد مشتملا على قبر، ومن كان عنده شيء من ذلك فليأتنا به!
10- س/ هل تحرم زيارته؛ نظرا لما يحدث عنده من مخالفات؟!
ج/ الحرام لا يحرِّم الحلال، وزيارة قبور المسلمين على العموم سنة، وزيارة الصالحين آكد، وينبغي منع المخالفات لا منع الزيارة!
11- س/ وماذا عما يحدث عند قبره من شركيات؟!
ج/ ليست شركيات، ولكنها مخالفات؛ لأن شرط كونها شركا أن يكون فاعلها يعلم أنها شرك، ولا يكون له عذر فيها من جهل أو تأويل، وهو غير متحقق هنا؛ لأن أكثر الفاعلين لها إما عوام معذورون بالجهل، أو علماء معذورون بالتأويل!
ولم نر أحدا من أهل القبلة؛ قصد السيد البدوي بالعبادة، أو اتخذه قبلة للصلاة، أو كعبة يطاف بها سبعة أشواط، بل أشد ما يقع من ذلك نداء العامة له، واستغاثتهم به في أمور لا يقدر عليها إلا الله، كالشفاء والنجاة!
وهو - مع حسن الظن بالمسلمين - إما جهل بالزيارة المشروعة، وإما ترخص على مذهب من يجيز التوسل بالصالحين، فأخطؤوا طريق التوسل، وجعلوه استغاثة، فالصواب تعليمهم الصواب، لا الحكم بكفرهم!
12- س/ هل خُدع المسلمون إذن، وضُحك عليهم بتشويه صورة هذا العبد الصالح؟!
ج/ للأسف، نعم!
فيديو قد يعجبك: