بعد تصريحات مثيرة للجدل.. هل كان رسول الله مصريًا؟
كتبت – آمال سامي:
خرج الدكتور محمد عوض المنقوش، وهو داعية إسلامي ذو أصول ليبية، عقب حصوله على الجنسية المصرية مؤخرًا، بتصريحات صحفية، صرح فيها بأنه فخور بأنه أصبح يحمل "جنسية الرسول"، معتبرًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينتسب إلى هذه الجنسية انتسابًا للسيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام، مؤكدًا أن مصرية الرسول أقدم من انتسابه لمكة أو المدينة، فهل هذا صحيح؟
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثار فيها قصة انتساب الرسول صلى الله عليه وسلم لمصر، إذ أعلن عالم المصريات الدكتور سيد كريم منذ عدة سنوات أن النبي صلى الله عليه وسلم "قبطي حتى النخاع" إذ اعتبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتد نسبه عن طريق جده العاشر " كنانة بن خزيمة بن عبد مناف الملقب بالكناني، نسبة إلي أرض الكنانة مصر"، وكذلك نسب أمه السيدة آمنة فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ويمتد نسب أجدادها إلى أهل الكنانة من أرض منف وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن علاقته بأرض الكنانة قال "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل الكنانة واصطفى من الكنانة بني مناف واصطفى من بني مناف قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فلم أزل خياراً من خيار من خيار".
وقال الدكتور سيد كريم إن أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم من منف هاجروا إلى الجزيرة العربية لبناء الكعبة المشرفة ونشر عقيدة التوحيد، وصرح كريم أن "الحجج والأحاديث والوثائق تثبت أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مصري حسبًا ونسبًا وأجداده من مصر أرض الكنانة وتحديدًا من مدينة منف".
أستاذ بالأزهر: نسبة الرسول إلى مصر أمر يخالف الحقيقة
"من بطأ به عمله لن يسرع به نسبه" يقول الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن هكذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأنساب، فعلى المسلم أن يهتم بعمله لا نسبه، مشيرًا إلى أن نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصر هو أمر يخالف الحقيقة، وأما من ينسب إلى مصر هي السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل عليهما السلام، وإليهما ينسب النبي صلى الله عليه وسلم، وبناء على ذلك فالمصريون يعتبرون أخوال العرب، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل السادات كان يقول دائما نحن أخوال العرب وهذا ما كان يعنيه.
وقال مرزوق إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسب إلى قبيلة قريش وبني هاشم، ولكن في الحقيقة فإن هذه القبائل هي من تفتخر بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالنسبة إليه شرف، وقديمًا قال الشاعر: "وكم أب قد علا بابنٍ ذُرا شرف...كما علا برسولِ اللَّهِ عدنان"، مؤكدًا أنه يجب عدم إقحام ما يخص النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور السياسية أو في نحو ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلى وأجل قدرًا من هذه الأشياء التي يقولها الناس حسب تعبيره، وأضاف مرزوق أن الإنسان إذا أتى الله يوم القيامة بالنسب وقصر به عمله فإن النسب لا يغني عنه شيئًا، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للعباس رضي الله عنه: "يا عباس أعمل فأنا لا أغني عنك من الله شيئًا"، ووردت عدة أحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول لأهله هذا الكلام، فالواجب على الإنسان أن يهتم بالأعمال لا بالأنساب.
فيديو قد يعجبك: