لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل رباه جبريل.. ما هي قصه السامري الذي فتن قوم موسى

05:30 م الخميس 09 يونيو 2022

أبو اليزيد سلامة

كتب- محمد قادوس:

ما هي قصة السامري الذي فتن قوم موسى؟.. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي بدأ حديثه موضحًا بأنه يذكر الطبري في تفسيره عن ابن جرير عن ابن جُرَيج أنه قال: لما قتل فرعون الولدان، قالت أمّ السامريّ: لو نحيتُه عني حتى لا أراه، ولا أرى قتله، فجعلتْه في غار، فأتى جبرائيل، فجعل كفّ نفسه في فيه، فجعل يُرضعه العسل واللبن، فلم يزل يختلف إليه حتى عرفه، فمن ثم معرفته إياه حين قال: ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) والحقيقة أن هذا القصص ليس عليه دليل واضح، وإنما مال إليه كثير من المفسرين حتى قال الشاعر:

إذَا الَمرْءُ لَمْ يُخْلَقْ سَعِيداً مِنَ الأَزَلِ** فَخَابَ مَرَبِّيهِ وَخَابَ الُمؤَمَّل

فَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ جِبْرِيلُ كَافِرٌ** وَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ فِرْعَونُ مُرْسَل

وأضاف سلامة، في رده لمصراوي: بأنه لا يعنيننا هنا مدى صحة القصة، إنما الذي يهمنا أن ذلك الرجل، استطاع بمكره أن يقبض قبضة من أثر فرس جبريل، وأنه صنع من الحُلي الذهبية التي حملها بنو إسرائيل معهم عجلًا، وأنه بمجرد أن ألقى على هذا العجل قبضة حدث سُمِعَ صوت صادر من العجل، فقال لهم السامري: {هَـٰذَا إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ} [طه: 88]، فعبده بنو إسرائيل، وتركوا عبادة الله الذي أنعم عليهم قبل هذا بفترة زمنية وجيزة بنعم كبرى منها أنه نجاهم من العبودية ومن ظلم فرعون، وأنهم شاهدوا بأعينهم البحر ينفلق فكان كل فِرق كالطود العظيم، وشاهدوا عدوهم الأكبر فرعون وهو يغرق واستمتعوا بالمن والسلوى، لكنهم اتبعوا هذا الدجال السامري، الذي استغل غياب موسى عليه السلام عن قومه للقاء ربه، وظن السامري أن الفرصة مواتية وأنه سيطول بموسى المقام ويتأخر في ميقات ربه، وبدأ السامري في أكبر عملية نصب على بني إسرائيل مستغلًا أن فيهم الكثير من أصحاب القلوب المريضة المستعدين لذلك بأخلاقهم المادية القبيحة، ولم يستمعوا لنبي الله هارون عليه السلام رغم تحذيره لهم بقوله: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَـٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه: 90] لكن ردهم المحزن {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ} [طه: 91]، فكان العقاب للسامري: {وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه: 97] حرقٌ ونسف العجل أمام بصره وبصر المتبعين له والمخدوعين فيه.

وأوضح الباحث الشرعي بأنه عندما ناقشه موسى عليه السلام قال له السامري:" وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي" [طـه:96]، فكان عقاب السامري أن يصير منبوذا مطرودًا لا يمس الناس ولا يمسونه { فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ } [طه: 97]

وأوضح سلامة، مجموعة من الحقائق، وهي:

1-السامري ليس هو المسيح الدجال فهما شخصان مختلفان، الأول ظهر وانتهى، والثاني يخرج في آخر الزمان، لكن موسى السامري أحد الكذابين والدجالين؛ لأن الدجل هو الخلط والكذب، وكلاهما يخلط الباطل بغيره حتى يخدع الناس ويبعده عن عبادة الله تعالى.

2-الجزاء من جنس العمل فبعض بني إسرائيل خدع بعض المصريين وأخذوا منهم الذهب الذي يملكونه وهربوا به؛ لذا لم يبارك الله في المال الحرام، فتم تديره ونسفه في اليم نسفًا.

3-موسى السامري ليس مجرد شخصية تاريخية ذُكِرت في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ولا مجرد إنسان عاش في فترة من الفترات وانتهى، السامري دجال كبير، والسامري منهج حياة عند بعض البشر، من الممكن أن تجد سامريًا في طريقك أو سامريًا في عملك وآخر في شارعك وربما وجدت نسخة منه في بيتك فلا يكاد يخلو منه زمانٌ ولا مكانٌ، وقد رأينا كثيرا ممن يلقبون بـ(المستريح) الذي يأخذ أموال الناس ويتاجر بأحلام البسطاء بزخرف القول، والخداع بمعسول الكلام، مستغلًا رغبتهم في الربح السريع.

4-يجب أن يحذر الناس من الدجالين والكذابين وإذا وجدت أحدهم وجب عليك أن تبادر وتسرع في نسف عجله الذي يغويك به في أقرب يمٍّ وسارع إلى طرده من حياتك وفكرك واجعل شعارك: (لا مساس).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان