هل يجوز للحاج سب إبليس عند رمي الجمرات.. وما حكم التوكيل في رميها؟.. باحث بالأزهر يجيب (خاص)

كتب- محمد قادوس:

ما حكم التوكيل في رمي الجمرات مع القدرة.. وهل يجوز يسب إبليس عند رمي الجمار؟.. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأن رمي الجمرات إحدى المناسك التي يفعلها الحاج وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمى جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات، ضُحى يوم النحر، يكبِّر مع كل حصاة منها، مثل حصا الخذف؛ أي : فوق الحِمَّص قليلا، ثم يكون رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق الثلاث.

وأضاف سلامة، في رده لمصراوي بأنه في حالة عجز الحاج عن رمي الجمرات لمسوغ شرعي ، كمرض ، أو ضعف لا يمكنه معه تحمل مشقة الرمي والزحام ، أو كان الحاج كبير السن لا يستطيع الرمي بنفسه، أو خافت المرأة الحامل على جنينها ، أو نحو ذلك من الأعذار ، جاز لهم في تلك الحالات توكيل غيره في رمي الجمرات، مستشهدا في ذلك بقول ابن قدامة رحمه الله في المغني : " إذا كان الرجل مريضا , أو محبوسا , أو له عذر , جاز أن يستنيب من يرمي عنه " انتهى من " المغني "

وأما في سب الحاج لإبليس عند رمي الجمار، فقد اوضح الباحث الشرعي بعضا من النقاط، وهي:

١ـ لا يجب على الحاج أن يجمع الحصى من مزدلفة ، فالحصى يؤخذ من أي مكان ، من مزدلفة ، من منى ، من أي مكان يؤخذ.

٢ـ يظن بعض الحجاج أن الجمرات شياطين ، وأنهم يرمون شياطين ، فتجد الواحد منهم يرميها بعنف شديد ، كأن الشيطان أمامه ، أو يرميها بحذائه أو بحجر كبير وهذا فهم خاطئ فإنما نرمي هذه الجمرات إقامة لذكر الله تعالى ، واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقيقا للتعبد ، ثم اقتداء بإبراهيم عليه السلام.

٣ـ بعض الحجيج يسب إبليس وهو يرمي الجمار وهذا ذنب لا ينبغي للحاج أن يفعله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي فالحاج من أولى الناس باتباع السنة، وسب الشيطان لا يؤذيه بل يسعده ويشعره بمكانته وقدرته فعَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ ، فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ . فَقَالَ: (لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ ، وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي ! وَلَكِنْ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ) رواه أحمد.