"لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل" داعية يحذر: مقولة بها مخالفة شرعية

كتب- محمد قادوس:

حذر الدكتور أيمن أبو عمر، الداعية الإسلامي، ورئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة بوزارة الأوقاف، من مقولة البعض "ده لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل"، قائلًا إنها جملة خطيرة جدًا ومعناها خطير، لأنه يوجد بها مخالفة شرعية وتعد على الذات الإلهية.

وأوضح رئيس الإدارة المركزية بالأوقاف، معنى الجزء الأول من المقولة "لا بيرحم" فهذا طبيعي لأنه من الممكن ان يكون شخص لديه قسوة ولا يوجد لديه رحمة وغليظ ونقول عليه لا يرحم فهذا أمر ممكن ومقبول.

وأضاف أبو عمر، عبر فيديو نشره عبر قناته على يوتيوب: أما معنى الجرء الثاني من المقولة وهو "ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل"، فهو مخالفة كبيرة جدًا، لأن رحمة ربنا-سبحانه وتعالى- لا يستطيع أحد أن يحجبها، ولا يجوز للإنسان قول ذلك، لأن ربنا يقول عن رحمته في الآية الكريمة التي ذكرت في سورة الأعراف "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ".

وأوضح رئيس الإدارة المركزية للأوقاف، أن ربنا-سبحانه وتعالى- عندما يصيب أحدا برحمته من عبادة فلا أحد يقدر ان يحجب هذه الرحمة التي أرادها الله به، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: "كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ، قال الترمذي رحمه الله : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " ، وقال ابن رجب ـ عن طريق الترمذي هذه ـ : "حسنة جيدة" انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1/483) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وأكد أبو عمر أنه لا يجوز لأحد ان يقول هذه المقولة لأنه لا يقدر الانسان على ان يحجب رحمة ربنا، او نقول ان فلان يحجب رحمة ربنا، لافتا إلى أن كل كلمة يقولها الإنسان سيحاسب عليها.

وبين ان الناس التي قالتها ولا تعرف معناها فلا يوجد عليها ذنب لأنه لم يدرك معنى العبارة، ولكن عندما يعرف الإنسان المعنى سيحاسبه الله.