حكم أكل الأضحية دون الصدقة منها؟.. باحث بالأزهر يوضح
كتب-محمد قادوس:
" هل يجوز أكل الأضحية كاملة أم يجب إخراج شيء منها للفقراء؟.. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأن الأضحية من شعائر هذه الأيام المباركة ولها ثواب عظيم، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عَنْ أم المؤمنين السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا".
وأضاف سلامة، في رده لمصراوي بأن جمهور العلماء قالو إنها سنة مؤكدة، وفيها شكر نعمة الله ومواساة الفقراء والمساكين، مشيرًا الي أن النصوص الشرعية قد دلت على أهمية أن يتصدق المضحي بشيء من الأضحية للمحتاجين والمساكين والفقراء، حتى ولو تصدق بجزء من اللحم وإن قلَّ، قال تعالى:" فَكُلُوا مِنْهَا، وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ، كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
وأوضح الباحث الشرعي معنى قول الله-تعالى-،" القانع": أي الفقير الذي لا يسأل تقنعاً وتعففاً.
ومعنى قول الله-تعالى-"والمعتر": أي الفقير الذي يسأل.
وأشار سلامة علي أن هَذَه الآية وَإِنْ كَانَت وَارِدة فِي الْهَدْيِ، إِلاَّ أَنَّ الْهَدْيَ وَالأُضْحِيَّةَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، فما يجب في أحدهما يجب في الآخر، فالراجح وجوب التصدق بجزء من لحمها، وليس مجرد التصدق بالجلد والدهن والأمعاء، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فكلوا وادخروا وتصدقوا)، متفق عليه.
ووجوب الصدقة من الأضحية هو مذهب الشافعية والحنابلة وهو ما أميل إليه وأرجحه وإن كان في المسألة خلاف والله تعالى أعلم
فيديو قد يعجبك: