مجدي عاشور يوضح حكم تربية الكلاب بغرض التسلية وهل تمنع دخول الملائكة البيت
كـتب- علي شبل:
تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال تلقاه من شخص يقول: أُحِبُّ تربيةَ الكلابِ واللعبَ معها ، فما الحكم الشرعي في ذلك؟ وهل وجود الكلب داخل المنزل لهذا الغرض يمنع دخول الملائكة؟
وفي بيان فتواه، أوضح عاشور الرأي الشرعي في تلك المسألة، قائلًا:
أولًا : ما مِن خَلْقٍٍ لله تعالى إلَّا وفيه شيءٌ مِن المنفعة والحكمة ؛ فعن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا» (سنن أبي داود/ 2845)، والكلاب في جملتها لها منافع كثيرة .
ثانيًا : اتفق الفقهاء على جواز اقتناء وتربية الكلاب لأغراض الحراسة والصيد ، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ» ، وفي رواية : «إِلَّا كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ» (صحيح البخاري/ 2322).
وقد اختلف الفقهاء في جواز القياس على هذه الأغراضِ الواردة في الحديث :
فذهب المالكية إلى كراهة اتخاذه لغير هذه الأغراض .
وذهب الشافعية في وجه والحنابلة إلى وجوب الاقتصار على هذه الأغراض ؛ وقوفًا عند مَورد النص .
وذهب الحنفية وبعض المالكية والشافعية في وجه إلى جواز الزيادة على هذه الأغراض الواردة ما دامت هناك حاجة لذلك ؛ إذ هي العِلَّة المفهومة مِن الحديث .
ثالثًا : أما عن أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة ؛ فقد ورد ذلك في حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ تماثيل» (رواه البخاري ومسلم) ، وهذا الحديث ليس على عمومه ، فيُستثنَى مِن ذلك الملائكة الحَفَظَةُ والكَتَبَة وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم ، كما أن هناك اختلافًا بين العلماء في أن ذلك عام في كلِّ الكلاب ، أم هو خاصٌّ بالكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها ، والراجح فيهما الثاني ؛ لقرينة الإذن الشرعي ، فضلا عن أن بعض العلماء مَن يُخَصِّص ذلك بملائكة الوحي ، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وفي خلاصة فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور أنَّ اقتناء الكلب بالمنزل مباح شرعا إذا كانت هناك حاجة لذلك ؛ كأن كان الاقتناء للحراسة أو الصيد أو ما كان في معناهما كاستخدامات إدارات الشرطة المتخصصة ، وكذلك لمساعدة إنسانٍ كفيف أو عاجز أو طفل يعاني من التوحد ، وليس هناك ما يُغْنِي عن الكلبِ في ذلك ، وبشرط ألَّا يُرَوِّع الآمنين أو يزعج الجيران.
أما عن أثر ذلك في دخول الملائكة البيت الذي فيه كلب من عدمه ، فلا يمنع من دخولها الكلبُ المحتاج إليه على قول كثيرٍ من الفقهاء.
فيديو قد يعجبك: