بعد تصريحات "الهلالي" الأخيرة.. هل حرم الشيخ الغزالي عمل المرأة؟
كتبت – آمال سامي:
ذكر الدكتور سعد الدين الهلالي في لقائه ببرنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، أن من بين الفتاوى التي تغيرت مع الزمن حكم عمل المرأة وخروجها من المنزل، إذ كانت وظيفة المرأة أن تجلس في المنزل ولا تعمل، وقال الهلالي إن وظيفة كل متحدثي الخطاب الديني أن يؤكدوا أن المرأة يجب أن تجلس في المنزل ولا تخرج عملا بآية: "وقرن في بيوتكن"، واستشهد الهلالي بفتوى نسبها للشيخ محمد الغزالي كتبها في كتابه "من هنا نعلم"، حرم فيها عمل المرأة، وهو الكتاب الذي رد فيه على أفكار الكاتب خالد محمد خالد في كتابه "من هنا نبدأ"، قائلًا أن خالد محمد خالد أراد في كتابه أن يعيش الجمتمع المسلم كالغرب وأن تخرج المراة للعمل وتصبح المجتمعات فاسدة ويسوها المجون والانحراف، وقال الهلالي "36 سنة يروجوا لهذه المعلومة وهي ان خروج المرأة وعملها حرام"، ثم جاء 1986م الغزالي وتاب إلى الله وأجاز عمل المرأة.
الغزالي لم يحرم عمل المرأة وهذا نص ما كتبه عنه
بالرجوع لكتاب "من هنا نعلم" نجد أن الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تناول عدة أفكار ذكرها الكتاب "خالد محمد خالد" في كتابه، ومن بين ما تحدث عنه الغزالي قضية المرأة والمجتمع وخروجها للعمل، ولم يحرم الغزالي في الكتاب عمل المرأة، بل قال: "خروج النساء للمسجد أو للمدرسة أو لأي غرض مشروع مادام في أزياء العفة السابغة الوافرة ليس موضع خلاف بين الفقهاء المعتبرين"، وما أنتقده الغزالي في الحضارة الغربية هو تسليط "اللذة" في التعامل مع المرأة، فتم حشرها في أعمال مختلفة لتيسير السطو عليها حسب تعبيره، "واعتبرت المخادنة تصرفًا عاديًا والمراقصة فعلًا مشروعًا، وارتماء المرأة في أحضان أجنبي عنها شيء لا غبار عليه...".
بل ناقش الغزالي قضية عمل المرأة في القضاء مؤكدًا وقبل أن يعرض رأيه فيها أن الإسلام لم يمنع هذا عن المرأة وكذلك لم يرفضه رفضًا حاسمًا، وذلك على الرغم من أن الغزالي كان يميل إلى أن تولية المرأة القضاء ونحوه ظلم لطبيعتها، وأنا سوف تعاني أن عملت بمثل هذه المهن.
"لا نريد البتة أن نعلم المرأة لنشغلها كاتبة في مصلحة أو رئيسة لقسم أو وزيرة في حكومة، إننا نريد لها العلم لذاته أولًا"، يقول الغزالي ذلك في معرض الحديث عن أهمية تعليم المرأة وضرورة ذلك، إذ أكد أن المرأة الجاهلة أعجز من أن تدري شيئًا عن القضايا العامة أو الخاصة، بل حتى أعجز من أن تشرف على تربية أولادها، وكذلك الرجل الجاهل طبعًا، بل دعا الغزالي المرأة أن تخدم في ميدان التربية والتعليم إذ كا يرى فيه ميدانًا يعالج "الأسر المتداعية والروابط المنهارة"، وذلك دون أن يغلق الباب على ما خلاف ذلك من أعمال، إذ يقول: "قد تكون للمرأة أعمال أخرى رسمية وشعبية تخدم بها دينها وتنفع بها قومها وتساهم بها مع الرجال في أداء الرسالة العظيمة التي كلفوا بها".
فيديو قد يعجبك: