هل قائمة المنقولات الزوجية أصلها يهودي؟ وما حكمها شرعًا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
كتبت – آمال سامي:
تحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، حول قائمة المنقولات الزوجية والجدل المثار حولها، عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، قائلًا إنها تسببت في الجدل كثيرًا مؤخرًا بين تحليلها وتحريمها.
وقال الشرقاوي إن البعض يقول إنها من حق الزوجة ويقول الآخرون إنها من حق الزوج، بل ونسب البعض القائمة إلى العرف اليهودي، وذلك حين كان اليهود يعيشون في مصر ويتزوجون المسلمين، وكان الزوج حين يموت لا ترثه الزوجة اليهودية فاخترعوا قائمة المنقولات الزوجية حتى تضمن الزوجة اليهودية حقها بعد وفاة الزوج، وأكد الشرقاوي أنه أيا كان أصل قائمة المنقولات فالمهم فيه أن نعرف الحكم الشرعي فيها وهي من حق من.
قائمة المنقولات الزوجية في الإسلام وعلاقتها بالمهر
أوضح الشرقاوي أن المهر من حق الزوجة وملك لها تتصرف فيه كما تشاء لقوله تعالى: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة" أي فريضة وعطية لازمة، وقد يكون هذا المهر ذهبًا أو مالًا أو أثاث ومنقولات ونحوه، وذلك حسب عرف كل بلد، فقد يكون مقدمًا كله أو مؤخرًا كله أو الأثنين معًا، وكان الأمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين أن الزوج يسلم المهر كاملًا للزوجة ويقوم الزوج بتجهيز منزل الزوجية كاملًا، إلا ما كان نادرًا في ذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في تجهيز ابنته فاطمة وزواجها لعلي رضي الله عنهما فجهز أساسيات البيت من قربة ووسادة ونحوه، لكن الأصل أن الزوج كان يسلم المهر للزوجة ويأتي بتجهيز البيت كاملًا.
لكن يقول الشرقاوي إن الأمر تغير مع مرور الزمن، فأصبح تجهيز البيت من بالمشاركة بين الزوج والزوجة، وهنا بدأ اقتراح أمر قائمة المنقولات حتى تضمن الزوجة حقها لو حدث طلاق أو وفاة من الزوج وذلك لخراب الذمم.
قائمة المنقولات الزوجية من حق الزوج أم الزوجة؟
أوضح الشرقاوي أن الحكم في حالة وجود قائمة المنقولات الزوجية يختلف من حالة لأخرى، فلو كانت قد أتت بها الزوجة كاملة فمن حقها في هذه الحالة أن تكتب هذه الأشياء في وثيقة ويوقع عليها الزوج حتى تضمن حقها كاملًا، ولو أتى الزوج ببعض الأشياء وأتت الزوجة بالبعض الآخر، فمن حق الزوجة أن تكتب كل ما أتت به فقط في قائمة المنقولات الزوجية حتى تضمن حقها، ولو تنازل الزوج عما أتى به وأراد أن يكتبه في قائمة المنقولات فهذا حقه واختياره طالما وافق عليه، خاصة أن قائمة المنقولات أصبحت عرف سائد وشرط أساسي في الزواج ومعروف أن العرف والعادة محكمة، فالمعروف عرفًا كالمشروط شرطًا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم إلا شرط حرم حلالًا أو أحل حرامًا.
أما في حالة إعطاء الزوج الزوجة المهر كاملًا وسلمه إليها وهي أتت بأشياء تخصها فقط ولم تأت بأي شيء في مسكن الزوجية وقام هو بتجهيز مسكن الزوجية كاملًا، فيقول الشرقاوي أنه ليس من حقها في هذه الحالة كتابة قائمة المنقولات الزوجية لأنه أتى بكل هذه الأشياء فهي ملك للزوج لا للزوجة، وليس من حق الزوجة في هذه الحالة أن تكتب قائمة المنقولات باسمها إلا إذا أهداها الزوج ذلك.
متى تأخذ قائمة المنقولات حكم "المهر"؟
"قائمة المنقولات تأخذ حكم المهر لو كانت الزوجة هي التي أتت بهذه المنقولات أو أن يكون مهرها هو قائمة المنقولات أو أتت ببعض الأشياء وأرادت كتابتها" يقول الشرقاوي، فإن أتى الزوج بقائمة المنقولات من جيبه الخاص فليس لها أن تطلب ذلك إلا بموافقة الزوج ورضاه وتعتبر في هذه الحالة هدية.
ونصح الشرقاوي الناس بعدم الوقوف عند قائمة المنقولات ولكن يجب الوقوف أمام الإسراف والتبذير فيها، فالحياة الزوجية الآن أصبحت تصلح وتفسد بسبب قائمة المنقولات وكأنها هي الأساس في خراب البيوت أو صلاحها.
فيديو قد يعجبك: