"وزع ذهبًا على الفقراء".. قصة رحلة منسى موسى أشهر رحلات الحج في التاريخ

كتبت – آمال سامي:

كانت رحلة حج منسا موسى هي من أشهر رحلات الحج في التاريخ عام 1324م، وقطع فيها إمبراطور مالي آلاف الأميال من مملكته إلى البيت الحرام والأراضي المقدسة، ومنسا موسى (1312 – 1337) يعد من أغنى أغنياء العالم حيث بلغت ثروته 400 مليار دولار أمريكي وفقًا لقائمة موقع Celebrity Net Worth website لأغنى 25 شخصاً عبر التاريخ المنشورة سنة 2014م.

وكان منسا مسلما متدينا وملكًا عادلًا، أدى فريضة الحج في مكة المكرمة عن طريق القاهرة عام 1324 م واستقبله في مصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان معه من الذهب ما يزيد عن حمل مائة جمل من الذهب الخام غير المصنع، فضلًا عن الذهب المصنوع والمنقوش في مملكته على يد الصناع المهرة، وكانت مناجم الذهب منتشرة بشكل كبير في مملكة مالي.

وفي رحلته إلى الحج، وزع مانسا موسى الذهب على الفقراء طوال رحلته تلك فانخفض على اثر ذلك سعر الذهب بالعالم وحتى اضطر إلى الاقتراض في طريقه للعودة، وكانت هذه الرحلة سببًا في شهرته الواسعة إذ اصطحب فيها ستين ألفًا من مملكته وجيشه وحاشيته، وعاد برحلته محملًا بالكثير من الكتب التي حولت عاصمة بلاده عاصمة للفكر والثقافة في غرب أفريقيا، وكذلك اصطحب عددًا كبيرًا من المهندسين والطلبة الذين انشأوا في مدينته مساجد كبرى ومدارس ومكتبات.

وأظهر الأطلس الكاتالوني منسى موسى جالسًا على العرش يمسك بقطعة ذهبية في يده وعليه أطلق المثل الإنجليزي الشهير: "حتى جواهر منسا موسى لا تستطيع إسعاده"، وقال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن منسى موسى أنه "ظاهرة فريدة وتجربة حياة نادرة جمعت عددًا من أسباب الثراء والقوة والملك المستتب...وكان في حقيقته معبرًا عن كيفية معايشة المسلمين للإسلام بصورة صحيحة لما فهموا مقاصده".