الفرق بين الحسد بالعين والحسد بالقلب.. وهل يمكن أن يحسد الإنسان نفسه؟

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، عن الفارق بين الحسد بالقلب والحسد بالعين، وعبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، قال الشرقاوي إن الحسد نوعين، فهناك نوع محرم شرعًا بإجماع العلماء، وآخر مقبول ومحمود وهو ما يسمى بالغلبطة، ولكن في الحسد المذموم قد يكون بالقلب أو بالعين، موضحًا الفارق بينهما رغم تحريم كلاهما.

وقال الشرقاوي إن الفارق بين الاثنين أن الحسد بالقلب يكون نتيجة للحقد والغضب والكراهية بين الناس، أما الحسد بالعين فيكون نتيجة أن يرى المرء شيء يعجبه يستعظمه ويستكثره على الآخرين، أما الفارق الآخر، فيقول الشرقاوي أن الحسد بالقلب من الممكن أن يحسد لشيء لم يحدث بعد، فيحسد عليها قبل ما يحدث، أما الحسد بالعين فهو يحسد فيها أمر يراه ويدركه، أما الفارق الثالث، أن الحسد بالقلب لا يصيب الإنسان نفسه، لأنه بالتأكيد لا يتمنى أحد زوال النعمة عن نفسه، لكن العين ممكن تحسد نفسها، فيرى عنده خيرًا كثيرًا فيستعظمه ويستكثره على نفسه، فالحسد بالعين يقع على النفس أيضًا.

أما الفرق الرابع والأخير، فيقول الشرقاوي إن الحسد بالقلب لا يكون إلا من نفس خبيثة وأمارة بالسوء مثل اليهود حين حسدوا المؤمنين على إيمانهم، أما الحسد بالعين فقد يحدث من نفس خبيثة أو نفس طيبة صالحة، وضرب مثالًا على ذلك بما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعامر بن ربيعة من السابقين في الإسلام وشهد بدرًا، ولكنه حين رأى سهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال متعجبًا: والله ما رأيت قبل اليوم فتاة في خدرها، أي أنه لم ير قبل اليوم جمالًا أفضل من ذلك، فسقط سهل بن حنيف في الماء حتى لا يرفع رأسه، فذهب أهله إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشتكو له، فقال لهم: هل تتهمون فيه أحد، فقالوا نتهم عامر بن ربيعة، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه، واشتد عليه في الكلام فقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك تبركت؟، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ورأسه ومرفقيه وقدميه حتى رجليه، ثم وضع هذا الماء على سهل بن حنيف فقام سليمًا وراح مع الناس.

وقال الشرقاوي إن العلماء قالوا في ذلك إنه حين يصاب المرء بعين فيجوز له الاغتسال حتى يذهب أثر تلك العين، وأوضح الشرقاوي أنه حتى الصالحين عليهم أن يدركوا أين تذهب أعينهم وأن يقولوا حين يرون أحدًا لديه شيء جميل ما شاء الله تبارك الله ويدعون له بالبركة كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم.