أحمد كريمة: الزوج أيضًا مكلف بخدمة زوجته في رأي الفقهاء
كتبت – آمال سامي:
"هل اهتمام المرأة بعملها مما يجعلها تخل قليلًا بواجباتها تجاه بيتها يعتبر إثما؟ وهل الزوج مكلف بمساعدة زوجته في المنزل؟" سؤال أجاب عليه الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في لقاءه ببرنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى المصرية، وقال كريمة أن الفقهاء حين تحدثوا في فكرة الخدمة، تحدثوا في مسألتين حكم خدمة الزوجة لزوجها والمسألة الثانية هي حكم خدمة الزوج لزوجته، فالخدمة من الحقوق المشتركة التي تترتب على عد الزواج الصحيح.
"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" يقول الدكتور أحمد كريمة أن المعاشرة بالمعروف يدخل فيها الأعمال المعيشية والحياتية داخل الأسرة، وقال كريمة أن الفقهاء اتفقوا في الجملة أن للزوجة أن تخدم زوجها في داخل البيت وأن الزوج يعاون زوجته، وقال كريمة أن الزوج مكلف بخدمة زوجته بالبيت، لأنه كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحلب شاته ويخسف نعله وكان في مهنة أهله، "يعني كان ممكن يرسلوه السوق يجيب طلبات وكان يذهب بكل أريحية ونفس راضية".
وأكد كريمة أن جمهور الفقهاء قالوا أن خدمة الزوجة للزوج لا تجب عليها، ولكن الأولى لها أن تفعل ما جرت عليه العادة، وأشار إلى ما قاله الحنفية في هذا الأمر من أنه يجب على الزوجة أن تخدم زوجها ديانة لا قضاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين قسم الأعمال بين علي وفاطمة رضي الله عنهما جعل لها الأعمال المنزلية ولعلي الأعمال خارج المنزل، "والرأي الراجح ما ذهب إليه بعض المالكية وطائفة من أهل العلم وهو أن تخدم الزوجة زوجها فيما جرت به العادة".
وقال كريمة أن الفقهاء قد استدلوا بذلك بما صح عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن كن يخدمن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت الصحابيات الجليلات تفعلن ذلك مع أزواجهن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا عائشة أطعمينا، ويطلب منها أن تسن السكين، ونحو ذلك، "أنا اختار أن الزوجة تؤجر وتثاب حين تعين زوجها بالخدمة ولكن دون تعسف من الزوج"، مؤكدًا أنه يميل للرأي القائل بأن للزوجة أن تخدم زوجها فيما تطيق وحسب طاقتها وتؤجر وتثاب على ذلك.
وأشار كريمة إلى أن جمهور العلماء أجازوا كذلك خدمة الزوج لزوجته، ولها أن تقبل ذلك منه، وقال الحنفية كذلك أن الزوج يخدم زوجته تطوعًا، لكن نبه كريمة على العلماء والدعاة ألا ينحازوا لطرف على حساب طرف، فهو يرى أننا في منطقة شرقية مستقرة، والعرف فيها يسري على الجميع، وقد اعتادنا على أن المرأة "ينبوع عطاء"، فالسيدة شيماء اخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قال عنها العلماء أنها كانت تحمل النبي صلى الله عليه وسلم في حجرها لأنها كانت أكبر منه بخمس سنوات، وكذلك كانت أخت سيدنا موسى.
فيديو قد يعجبك: