دعوة لن تستجاب أبدًا.. داعية يحذر: كلنا عيوب ولازم نستحمل بعض
كتبت – آمال سامي:
ضرب الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف، مثالًا بالعلاقات الإنسانية وما تسببه من أذى بحيوان القنفد، إذ أنه لا يستطيع أن يقترب من أخيه لأن الشوك الذي في جسده يتسبب في ألم شديد جدًا للآخر لا يستطيع أحد تحمله، لكنه في البرد لا يحتمله أبدًا، فإما أن يموت من البرد أو يلتصق بأخيه ويتحمل الألم حتى يعيش، "يعني عشان يقدر يكمل المسيرة لازم يتجرح ويتصاب ويتألم".
فيقول أبو بكر إننا حين نتعامل مع بعضنا البعض نجد من هو أفضل ومن هو اسوأ، ومن لسانه يطيب الجرح ومن لسانه يفتح جرح، وهناك من تذهب إليه مهمومًا فيلقاك بابتسامة ويذهب ما بك من هم، وهناك من تذهب إليه وأنت في قمة السعادة فتعود حزينًا تحمل كل الهموم، وليس علاج ذلك اعتزال الناس حسبما يقول أبو بكر، "إحنا معندناش عزلة ورهبانية وابتعاد عن الناس في الإسلام..بل احنا بنتعبد لله بطريقين الصوم والصلاة والحج والطريق التاني التعامل مع الناس والصبر على أذاهم".
وقال أبو بكر أنه يجب على المسلم أن يغض الطرف قليلًا عن أخطاء الآخرين ويتحملها، فعلى الجميع تحمل عيوب الآخرين لأنه لا يوجد أحد بلا عيب، ولا مخلوق كامل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، والكمال المطلق لله وحده، "أول ما نفسك تقفل أعتزل الناس شوية...إنما مش هتعيش معتزل الناس على طول".
وعلق أبو بكر على من يتمنى السلامة من الناس ويدعو دائمًا اللهم سلمني من ألسنة الناس، أن هذه الدعوة لن تستجاب أبدًا، فالله سبحانه وتعالى لم يكتبها لنفسه فكيف يكتبها له؟ "لو قريت القرآن الكريم هتلاقي اليهود قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء...فربنا بذاته لم يسلم من ألسنة الناس فكيف أسلم أنا وتسلم أنت؟".
وقال أبو بكر لو أن الإنسان يبحث في الدنيا عن زوجة بلا عيب، وصديق بلا عيب، وأناس لا يجرحونه أبدًا، فلن يجد ذلك مطلقًا، ولذلك ينصح أبو بكر ألا يفتش الإنسان في القلوب ويترك الخفايا لرب الخفايا، "تجاوز عن الناس وأغفر ذلاتهم وسامحهم كي يسامحك رب الناس".
فيديو قد يعجبك: