حكم احتكار السلع ومنعها عن الناس ورفع سعرها.. أستاذ بالأزهر يوضح (خاص)

كتب-محمد قادوس:

"ما حكم الذين يحتكرون السلع ويمنعونها عن المواطنين، وحكم التاجر الجشع الذي يزيد في ثمن السلع والخدمات"؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، الذي قال في رده: بأنه في ظل الظروف التي تضرب البلاد والعباد نجد مجموعة من التجار فقدوا أخلاقهم يحتكرون السلع الضرورية، ويزيدون ثمنها بصورة كبيرة، فهذه المعاملة معاملة خاطئة، مستشهداً في ذلك بما روىٰ الإمام مسلم في صحيحه أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ.

وقال عضو هيئة التدريس إن المحترم يصاحبه اللعن أي الطرد من رحمة الله، مستشهداً في ذلك بالحديث الذي أخرجه الإمام الحاكم المستدرك أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المحتكر ملعون".

وأضاف الأزهري، في تصريح خاص لمصراوي، باننا نجد أن سيدنا النبي صلىٰ الله عليه وسلم قد بشر التاجر الصدوق بمكانته يوم القيامة، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وحذر من جشع التجار فقال في الحديث الصحيح الذي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى الْمُصَلَّى؛ فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ! »، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ».

وأكد الأزهري أنه ليس من أخلاق الإنسان المسلم، بل ليس من الإنسانية زيادة الأسعار بهذه الطريقة والناس يتقاضون جنيهات ربما لا تكفي السكن ومشتملاته، لذلك فنهيب بهم أن يتورعوا عن هذا الفساد، وأن يتقوا الله في العباد.

فقد يموت الإنسان جوعًا بسبب عدم امتلاكه لشراء حاجاته الضرورية.

لذلك. وتنزع البركة من التاجر الجشع الذي يستغل نازلة، أو أزمة ليرفع ثمن السلع عَلَىٰ الناس.