حكم الحج بتأشيرة العمرة.. اختلاف الرأي الشرعي بين الإفتاء المصرية والسعودية

كـتب- علي شبل:

أنهى حجاج بيت الله الحرام أداء مناسك الحج للعام 1444 هـ التي انطلقت يوم الثامن من شهر ذي الحجة بيوم التروية واكتملت مع انتهاء أيام التشريق 11 و12 و13 من ذي الحجة، وقد شهد موسم الحج هذا العام قيام السلطات السعودية بضبط مخالفي الإجراءات التنظيمية، وذلك مع التوسع في إصدار التأشيرات لزيارة المملكة والأراضي المقدسة وتسهيل أداء فريضة الحج وكذلك العمرة بالتأشيرة الالكترونية، ومع تجريم التهرب لأداء الفريضة بالمخالفة للإجراءات القانونية.. اختلف الرأي الشرعي في حكم حج المخالف للإجراءات التنظيمية بين المفتين والعلماء.

مفتي السعودية: الحج المخالف حرام شرعًا

قبل أكثر من عقد، أفتى مفتي عام المملكة العربية السعودية بحرمانية أداء فريضة الحج دون الحصول على تصريح من السلطات السعودية.

وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، إن أداء فريضة الحج بدون تصريح محرم شرعاً.

وأوضح آل الشيخ، خلال لقائه المفتوح مع طلاب الإسكان الجامعي لبيان بعض الفتاوى والمسائل المتعلقة بالحج في ديسمبر/كانون الأول 2008، أن قرار وجوب حصول الحاج على تصريح لم يصدر عبثاً، وإنما لكثرة التقارير التي تأتي بشكل يومي لولي الأمر عن الزحام وكثرة الحجاج فتم إصدار القرار.

وأضاف: "الموضوع عُرض على هيئة كبار العلماء في عهد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، فاكتسب الأغلبية حيث أصدرت الهيئة قرارها".

وأكد مفتي عام المملكة آنذاك أنه يجوز لولي الأمر تنظيم المدة لخمس سنوات، وأن من أدى فريضة الحج من المواطنين والمواطنات فعليهم أن يلزموا الانتظار، مشددا على أن التحايل على الأوامر والأنظمة لا يجوز أبدا.

مفتي مصر: حج المخالف صحيح شرعًا

أما الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، فأكد أن تأشيرات الحجِّ من جملة القوانين التنظيمية المباح تشريعها لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع، فيجب الالتزام بها، ويحرم تزويرها، فإن خالف بعضُ الأفراد فأدوا الحج بتأشيرات مُزورة عالمين بذلك فقد ارتكبوا إثمًا عند الله ومخالفةً دُنيويةً تستوجب العقوبة، مع صحة الحج.

وأضاف واصل، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: أما غير العالمين بالتزوير- يقول المفتي الأسبق في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية- فلا إثم عليهم وحجهم مقبول إن شاء الله.

أما السؤال: هل يصح الحج لمن يعمل بعقد عملٍ في السعودية في موسم الحج؟، فتصدى للإجابة عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، لافتا إلى أنه يوجد فرقٌ بين صحة الحج وجوازه؛ فإذا اكتملت أركان الحج وواجباته، فالحجُّ صحيحٌ يُسقِطُ الفرض إن كان حَجَّةَ الإسلام، ويُحسَب نفلًا إن لم يكن حجة الإسلام.

وأما جوازه- يقول جمعة- فشيءٌ آخر؛ فإذا كان مثلًا عقد العمل لا يَسمَح لك بالحج، فخالفتَ وحججتَ فهذا إثمٌ؛ لمخالفة شرط العقد، وما يترتب على ذلك من الضرر الذي يلحق بك وبالآخرين، مع كون الحج صحيحًا إذا استوفى أركانه وشروطه.

اقرأ أيضًا:

هل يجوز الغش في امتحانات مادة لن ينتفع بها الطالب في المستقبل؟.. الإفتاء ترد

بعد جدل أثاره إمام تونسي.. لماذا أباح الشرع زواج المسلم من غير المسلمة وليس العكس؟

من يقبض روح الحيوانات وأين تذهب بعد الموت؟.. أستاذ بالأزهر يرد

ميار الببلاوي تثير الجدل بعلامات قبول الحج.. والمفتي السابق: هذه هي العلامة المؤكدة