هل فُرض الصيام قبل رمضان؟..د.محمد علي يوضح
كتب-محمد قادوس:
هل فُرض الصيام قبل رمضان؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والذي قال في رده وجد الصيام قبل ظهور الإسلام، مستشهداً في ذلك بقول الله- تعالى- فى سورة البقرة" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" مشيراً إلى أن الآية تدل كذلك على أن الصيام فريضة يجب الألتزام بها من خلال “كتب عليكم الصيام.
وأشار الداعية على أمثلة الصيام قبل الإسلام أن اليهود كانوا يصومون عدة أيام من السنة حيث كان الصيام بالنسبة لهم تعبيرا عن الحزن وكانت معظم الأيام التي يصومون فيها تعتبر حدادا، كما أنهم كانوا يصومون تكفيرا للذنوب فضلا عن أنهم كانوا يعتقدون أن الصيام يحميهم من وقوع المصائب.
وقد كان المسلمون قبل فرض صوم رمضان: يصومون يوم عاشوراء، وفي الحديث: «عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال: “من شاء صامه ومن شاء تركه”.
وأضاف علي في رده لمصراوي: رمضان كانت تسميته موجودة قبل الإسلام وقت أن صادف زمنه بدء الحر ورمضت الأرض فقالوا رمضان، غير أن فريقًا آخر يرى أنه لا ارتباط بين رمضان واشتداد الحرارة؛ لأن رمضان لا يثبت مجيئه في الصيف، بل يتعاقب مجيئه في أوقات العام المختلفة في الفصول الأربعة شتاء وربيعًا وخريفًا لا الصيف وحده، وذلك لأنه من الشهور القمرية لا الشمسية، وعلى هذا فاشتقاق اسم رمضان يكون من الرمضاء بمعنى "حر" الظمأ لا حر الصيف، "وحران" في اللغة معناها ظمآن، يستوي في ذلك أن يكون حر الظمأ في أي فصل من الفصول الأربعة.
أما عنه صلى الله عليه وسلم فكان يخلو بنفسه في غار حراء قبل البعثة للتعبد، كما روى ذلك البخاري في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد الليالي ذوات العدد.
تلك الحال التي كان عليها صلى الله عليه وسلم دفعت به إلى اعتزال قومه وما يعبدون من دون الله، إلا في حق كمساعدة الضعيف، ونُصْرة المظلوم، وإكرام الضيف، وصلة الرحم، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب إلى غار حراء، كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( جاورت بحراء شهراً...) ، وحراء غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من مكة، ولا ترى حول هذا الغار إلا جبالاً شامخة وسماءاً صافية، تبعث على التأمل والتفكر.
وكان أكثر ما يقيم فيه خلال شهر رمضان المبارك ، يترك أم المؤمنين خديجة وينصرف عنها وينقطع بنفسه في هذا الغار للتفكر والالتجاء إلى الله جل وعلا.
ولقد حظي ذلك الغار بذكرى مرحلة من مراحل هذه الأمة، قبل وعند البعثة النبوية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزور الغار أو يعود إليه بعد ما تركه وبدأ دعوته إلى ربه، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يزورنه أيضاً أو يصعدون إليه.
وفي سنِّ الأربعين نزل عليه الوحي بالرسالة، فدعا إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك، وكانت دعوته سرِّيَّة لثلاث سنوات، تبعهنَّ عشرٌ أُخَر يُجاهر بها في كل مكان، ثم كانت الهجرة إلى المدينة المنوَّرة بعد شدة بأسٍ من رجال قريش وتعذيبٍ للمسلمين، فأسَّس بها دولة الإسلام، وعاش بها عشر سنوات، تخلَّلها كثيرٌ من مواجهات الكفار والمسلمين التي عُرِفَت بـالغزوات، وكانت حياته نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت في بقعةٍ جغرافيَّةٍ كبيرة على يد الخلفاء الراشدين من بعده.
صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فيديو قد يعجبك: