إعلان

علي جمعة: مما يرضي الله الهجرة في سبيله أمنًا أو إيمانًا وهذا معنى "أن تهاجر شبرًا من الأرض"

04:47 م الثلاثاء 09 يوليو 2024

الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

كـتب- علي شبل:

مع بداية عام هجري جديد 1446، رصد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، دروسا قيمة من الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، موضحا مفهوم الهجرة في الإسلام.

وقال فضيلة المفتي السابق إن سيدنا النبي ﷺ عندما أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ضرب لنا مثلاً إلى يوم الدين لهجرة الأمن؛ أن من ضيق عليه في وطنه فلم يأمن على نفسه أو ماله أو عرضه فله أن ينتقل إلى بلاد أخرى يكون فيها الأمن والأمان، ضرب لنا مثلاً بهجرة الإيمان التي فعلها كل الأنبياء فهاجروا بالمؤمنين من أماكنهم فرأينا سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة السلام وهو يقول: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}، {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، سيدنا إبراهيم ترك قومه وهاجر هجرة إيمان، وقد تكون أيضًا أمن لأنهم ألقوه في النار ، وهاجر سيدنا موسى عليه السلام ببني إسرائيل، وهاجر سيدنا عيسى عليه السلام إلى مصر صغيرًا، وهاجر سيدنا نوح عليه السلام بسفينته فراراً من الغرق، هجرة الأنبياء موجودة بتفاصيلها في القرآن.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: إذًا مما يرضي الله أن تهاجر في سبيله أمنًا أو إيمانًا، لكن الهجرة المخصوصة التي قُسِّمَ الصحابة بشأنها إلى المهاجرين والأنصار انتهت بالفتح حتى قال رسول ﷺ بعد فتح مكة: «لا هجرة بعد الفتح؛ وإنما جهادٌ ونية». لكنه مع هذا فتح لنا باب الهجرة ووسع معناها جدا، حتى قال ﷺ «والمهاجرُ مَنْ هجر ما نهى الله عنه». يعني بعد ما قفل الهجرة المصطفوية لانتهاء زمانها فتح لنا الهجرة الإيمانية لبقائها إلى يوم الدين، «والمهاجرُ مَنْ هجر ما نهى الله عنه»، وفي حديث «ولو أن تهاجر شبرًا من الأرض» فما معنى "تهاجر شبرًا من الأرض"؟

فكان بعض مشايخنا قديمًا كان فيه -وما زالت- زحام في المواصلات، واختلاط الرجال بالنساء، وتأذي من هذا، فكان يقول: الآن ظهر الحديث، لو تحركت شبر حتى تحافظ على حرمة المرأة -أختك في الله- لكي لا تضايقها، فقد هاجرت في سبيل الله.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء: كنا نعتقد أن "شبر" مجاز، وليس حقيقة، لكن اكتشفنا أن شبر حقيقي، أن تهاجر في سبيل الله، يعني بعدًا عن الأذية، الضرر، الإضرار، المعصية، قلة الأدب، قلة الحياء، قلة الديانة، هاجر.

ويحدث أن يتحول أحدهم من مكتبه إلى الحجرة التي بجواره، ينقل من هنا لهنا، ونيته في ذلك: أَلَّا يسمع الْغِيبة، ولا النميمة، ولا البهتان، ولا .... ، فيكون بذلك هاجر متر من الأرض، وهكذا.

إذن، فهذا شعور ما زال باقيًا في صدر المؤمن، أن يهاجر في سبيل الله؛ ولو شبرًا من الأرض.

وختم جمعة: إذن معنى الهجرة واسع قد تكون: الهجرة للأمن، وقد تكون للإيمان، وقد تكون بعدًا عن المعصية، وقد تكون طلبًا للعلم، وقد تكون بِرًّا بالوالدين، وقد تكون في سبيل الله؛ طلبًا للجهاد بكل أنواعه، وقد تكون طلبًا للرزق، ووووو ......

اقرأ أيضًا:

ما حكم الصلاة بالفانلة الحمالات في الحر الشديد؟.. أمين الفتوى يجيب

تكفّل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟.. علي جمعة يرد

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان