في ذكرى مولده.. أبرز المعلومات عن العالم الأزهري عبدالفتاح بركة ترصدها هيئة كبار العلماء
كـتب- علي شبل:
في مِثْلِ هذا اليومِ – التَّاسعِ منْ ينايرَ عامَ 1932م، المُوافِقِ العاشرَ منْ رمضانَ سنةَ 1350هـ- وُلِدَ الأستاذُ الدُّكتور عبد الفتاح عبد الله طه محمد بركة، في مدينةِ فارسكور، بمُحافَظةِ دمياط.
وفي ذكرى مولده، رصدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أبرز المعلومات عن العالم الجليل الراحل، في النقاط التالية:
- نَشَأَ فضيلتُه نشأةً دينيَّةً؛ حيثُ حفظَ القرآنَ الكريمَ، والتحقَ بمعهدِ دمياط الابتدائيِّ، وحصلَ على شهادةِ الابتدائيَّةِ عامَ 1947م، سافرَ بعدَها إلى القاهرةِ ليلتحقَ بمعهدِ القاهرةِ الثَّانويِّ، وحصلَ على شهادةِ الثَّانويَّةِ الأزهريَّةِ عامَ 1952م.
- اختارَ فضيلتُه كُلِّيَّةَ أُصولِ الدِّينِ، وتتلمذَ فيها على كبارِ عُلمائِها، ومنْهمُ: العلَّامةُ الشَّيخُ محمد السَّماحي، والعلَّامة الشَّيخُ محمد الأودن، والعلَّامةُ الشَّيخُ سليمان دنيا، وغيرُهم.
- وأثناءَ دراستِه في الكُلِّيَّةِ وقعَ الاختيارُ على فضيلتِه؛ لتمثيلِ جامعةِ الأزهرِ في المُؤتمرِ العِلميِّ لطلَّابِ جامعاتِ آسيا وإفريقيا الَّذي أُقيمَ في إندونيسيا عامَ 1956م، ثمَّ اتجَّه فضيلتُه معَ الوفدِ الطُّلَّابيِّ المِصريِّ منْ إندونيسيا إلى زيارةِ الصِّينِ؛ بناءً على دعوةِ حكومةِ الصِّينِ الشَّعبيَّةِ بمناسبةِ اعترافِ مِصرَ بها في ذلك العامِ، فدعَتْهم إلى زيارةٍ مفتوحةٍ بعدَ انتهاءِ المُؤتمرِ، وقدْ قضَى في الصِّينِ نحوَ شهرٍ ثمَّ استأذنَ، وعادَ وحدَه إلى مِصرَ لأداءِ امتحانِ الشَّهادةِ العاليةِ.
- وبالفعلِ حصلَ فضيلتُه على العاليةِ، كما حصلَ في العامِ التَّالي 1957م على تخصُّصِ التَّدريسِ منْ كُلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، وفي هذا العامِ أقامَ الاتحادُ السُّوفيتيُّ مهرجانًا للشَّبابِ، مثَّلَ مِصرَ فيه خمسةٌ منْ شبابِ الجامعاتِ المصريَّةِ، وكانَ فضيلتُه واحدًا منْ هؤلاءِ الخمسةِ.
- عُيِّنَ فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور عبد الفتاح بركة مُدرِّسًا بمعهدِ جرجا الثَّانويِّ عامَ 1957م، وفي السَّنةِ التَّاليةِ نُدِبَ للعملِ في مكتبِ فضيلةِ الأستاذِ الدُّكتور عبد الرحمن تاج شيخِ الأزهرِ الشَّريفِ حينَئذٍ، ثمَّ نُقِلَ إلى معهدِ مُنوفٍ، ومنْه ابتُعِثَ للعملِ في الصُّومالِ لمدَّةِ سنةٍ واحدةٍ، ثمَّ نُقِلَ إلى معهدِ الفتياتِ بالمعادي، ومنْه إلى مكتبِ فضيلةِ الأستاذِ الدُّكتور محمود حب الله الأمينِ العامِ لمَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ عامَ 1963م.
ابتُعِثَ فضيلتُه إلى كندا عامَ 1965م، وعندَما عادَ بعدَ سنتين عملَ في الأمانةِ العامَّةِ لمَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ.
- حصلَ فضيلتُه على درجةِ الماجستير منْ قسمِ العقيدةِ والفلسفةِ عنْ رسالةٍ عُنوانُها: «الكِنديُّ بينَ الأصالةِ والتَّقليدِ»؛ فعُيِّنَ مُعيدًا بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالقاهرةِ، كما نالَ شهادةِ الدُّكتوراه عامَ 1970م، وكانَ عُنوانُها: «الحكيمُ التِّرمذيُّ، ونظريتُه في الولايةِ»؛ فرُقِّيَ إلى مُدرِّسٍ بقسمِ العقيدةِ والفلسفةِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، كما نُدِبَ للعملِ بمكتبِ فضيلةِ وزيرِ شُئونِ الأزهرِ الأستاذِ الدُّكتور عبد الحليم محمود في هذا الوقتِ.
- ابتُعِثَ فضيلتُه إلى كُلِّيَّةِ الشَّريعةِ في مكَّةَ المُكرَّمةِ عامَ 1973م عامًا واحدًا، ثمَّ ذهبَ إلى كُلِّيَّةِ الإمامِ الأعظمِ ببغداد عامَيْنِ دراسيَّيْنِ، وذهبَ بعدَهما إلى جامعةِ قطر عامًا آخَرَ، ثمَّ عادَ للتَّدريسِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بالقاهرةِ، وحصلَ على درجةِ أستاذٍ مُساعِدٍ، ثمَّ أستاذٍ، ثمَّ أصبحَ رئيسَ قسمِ العقيدةِ والفلسفةِ، إلى جانبِ عملِه أمينًا مُساعِدًا لمَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ.
- وفي عامِ 1979م ذهبَ فضيلتُه إلى مُؤتمَرِ الأديانِ في اليابانِ مُمثِّلًا الأزهرَ الشَّريفَ، كما انتُدِبَ للذهابِ إلى جامبيا بغربِ إفريقيا؛ لدراسةِ أحوالِ المُسلمين هناكَ، واحتياجاتِهم الدِّراسيَّةِ والعِلميَّةِ، كما أُوفِدَ إلى أستراليا؛ للغرضِ نفسِه.
- وفى عامِ 1980م أوفَدَتْه جامعةُ الأزهرِ أستاذًا زائرًا إلى جامعةِ أوبسالا بالسويدِ، كما شاركَ في مُؤتمَرِ استقبالِ القرنِ الخامسِ عَشَرَ برعايةِ المركزِ الإسلاميِّ بواشنطن وجامعةِ جورج تاون، كما شاركَ في مُؤتَمَرِ السِّيرةِ والسُّنَّةِ بإسلام آباد.
- وفي عام 1986م عُيِّنَ فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور عبد الفتاح بركة أمينًا عامًّا لمَجْمَعِ البُحوثِ الإسلاميَّةِ، وفي عامِ 1989م سافرَ فضيلتُه إلى الإماراتِ، حيثُ عملَ في جامعتِها تسعَ سنواتٍ.
- وتقديرًا لجهودِ الأستاذِ الدُّكتور عبد الفتاح بركة العِلميَّةِ، اختيرَ فضيلتُه عُضوًا مُؤسِّسًا بهيئةِ كبارِ العُلماءِ بعد عودتِها مرَّةً أُخرَى، حيثُ وردَ اسمُ فضيلتِه في قرارِ رئيسِ الجمهوريَّةِ رقمِ (24) لسنةِ 2012م، الصَّادرِ في السَّابعِ والعشرِينَ منْ شعبانَ 1433هـ، المُوافِقِ السَّابعَ عَشَرَ منْ يوليو 2012م.
- هذا وقدْ أثرَى فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور عبد الفتاح بركة المكتبةَ الإسلاميَّةَ بكثيرٍ مِنَ المُؤلَّفاتِ والبُحوثِ العِلميَّةِ القيِّمةِ، ومنْها: «الحكيمُ التِّرمذيُّ ونظريتُه في الولايةِ»، «آدابُ المُريدين وبيانُ الكسبِ للحكيمِ التِّرمذيِّ: تحقيقٌ وتقديمٌ وتعليقٌ»، «خمسُ رسائلَ مِنَ الحكيمِ التِّرمذيِّ»، «رسالةُ مكرِ النَّفسِ للحكيمِ التِّرمذيِّ: تحقيقٌ وتقديمٌ وتعليقٌ»، «كلماتٌ في العقيدةِ الإسلاميَّةِ»، «شرحُ السنوسيَّةِ الكُبرَى: تقديمٌ وتعليقٌ»، «العقيدةُ وبناءُ الإنسانِ»، «الرَّسولُ الكريمُ خاتمُ النَّبيِّين»، «تقريبُ شرحِ المواقفِ في علمِ الكلامِ، قسمُ السَّمعيَّاتِ»، «محاضراتٌ في علمِ الكلامِ»، «مُحاضراتٌ في الثَّقافةِ الإسلاميَّةِ»، «في التَّصوُّفِ والأخلاقِ: دراساتٌ ونصوصٌ»، «حاجةُ العصرِ إلى حياةٍ روحيَّةٍ»، «منْ مُشاغباتِ المُبشِّرين»، «دورُ الاستشراقِ في تغريبِ المرأةِ المُسلِمةِ»، «مُحاضراتٌ في فنِّ الدَّعوةِ»، «خُلاصةٌ في علمِ النَّفسِ»، «الإمامُ الغزاليُّ وتوجُّهُه الاجتماعيُّ»، «علمُ الاجتماعِ بينَ الحيادِ العِلميِّ والخلافِ المذهبيِّ»، «الطَّبقاتُ الاجتماعيَّةُ في ضوءِ الإسلامِ»، «القرنُ الخامسُ عَشَرَ وأخلاقيَّاتُ العِلمِ»، «أخلاقيَّاتُ العِلمِ وأزمةُ الحضارةِ الحديثةِ»، «أخلاقيَّاتُ العِلمِ في الإسلامِ»، «القِيمُ الدِّينيَّةُ للمُقدَّساتِ الإسلاميَّةِ في فلسطين».
- وبعدَ حياةٍ حافلةٍ بالعطاءِ وبذلِ العِلْمِ والدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى في مِصرَ والعالمِ العربيِّ والإسلاميِّ تُوفِّيَ فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور عبد الفتاح بركة في يومِ الأربعاءِ العشرين منْ ذي القَعدةِ 1442هـ، المُوافقِ الثَّلاثين منْ يونيه 2021م.
رَحِمَه اللهُ رحمةً واسعةً، وأنزلَه منازلَ الأبرارِ
فيديو قد يعجبك: