لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كِرْك نوح" .. حيث قبر نبي الله نوح وأبنائه

05:21 م الإثنين 22 يناير 2018

إعداد – هاني ضوه :

هناك في لبنان وعلى بعد 55 كلم من العاصمة بيروت توجد قرية كبيرة أدنى سفح جبل لبنان المطل على سهل البقاع، حيث "كرك نوح" عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وهو المكان الذي يوجد فيه قبر منحوت بالحجارة طوله 51 خطوة، يقال إنه قبر سيدنا نوح عليه السلام، حسبما ذكر الكثير من المراجع التاريخية، حتى أن الملوك والسلاطين قديمًا كانوا يوقفون الأوقاف عليه.

معنى كلمة: كِرْك التي هي لفظة سريانيّة من «كِرْكو» بمعنى حصن أو معقل، وورد أيضاً بالعبريّة «كِرْكونَوَه» مدينة السلام.

والمقام المنسوب إلى نبي الله نوح عليه السلام هو عبارة عن بناء مرتفع مبني من الحجر الصخري والطين تعلوه قبة ويتكون من غرفة واحدة مساحتها حوالي 60 مترًا مربعًا بارتفاع أربعة أمتار، ويمتد الضريح على شكل مقبب من صخور وحجارة منحوتة بطول 22 مترًا، وعرض المقام حوالي 3 أمتار بينما عرض الضريح لا يتجاوز المتر الواحد.

وفي الطرف الآخر مسجد البلدة الأثري المتصل بالمقام والمبني أيضا من حجارة رومانية كانت لآثار منتشرة في المنطقة.

ويشرف المقام على إحدى العيون المائية، ويتوسط مقبرة سميت باسم "مقبرة النبي نوح" كونها بنيت في محيطه ويحرص العديد من أبناء الكرك على دفن موتاهم فيها منذ أمد بعيد.

وقد نسبت بلدة "كرْك نوح" إلى النبي نوح عليه السلام، وزارها الرحالة "الهروي" في سنة 579هـ - 1173م. وقال إنها من أعمال بعلبك "بها قبر نوح عليه السلام، وأضاف: "وبالكرك أيضا قبر جبلة ابنة نوح بقرية يقال لها "عرجموش" وقبر شيت بن نوح".

ويصف الرحّالة النابلسي في كتابه "حلة الذهب والابريز في بعلبك والبقاع العزيز" المقام وصفاً دقيقاً فيقول: 

"إلى أن وصلنا إلى قرية الكرك المتقدّم ذكرها، فزرنا فيها قبر نبي الله نوح عليه السلام، ورأينا طول قبره بمقدار قبر شيث عليهما السلام، وذلك مقدار أربعين ذراعاً، مائة وعشرون بالشبر التام، وفوق قبر حيلول من الخشب بمنزلة السفينة المقلوبة، وقد صنعت فوقها الكراميث من الفخار المشوي كأسطحة بلاد الروم، وحول القبر درابزانات منصوبة، وذلك القبر في صحن الجامع المبلط بالأحجار المنحوتة، وفيها شبابيك الحديد تطل من العلو على تلك المروج والأقطار، والجامع مبني مع القرية، وفوق الجبل، وفيه محراب ومنبر، وله منارة لطيفة فوق رأس القبر بها ذلك الحسن أكتمل".

وذكر "ابن عساكر الدمشقي" ونقل عنه "سبط ابن الجوزي" أن "دمشق كانت دار نوح، ومنشأ السفينة من خشب لبنان.. وببلد بعلبك في البقاع قرية يقال لها الكَرْك فيها قبر يقال له أنه قبره".

وكان نائب السلطنة المملوكية بدمشق الأمير "سيف الدين تنكز بن عبدالله الحسامي" (المتوفي 741هـ) قد قام بتسجيل وقفية على المشهد الذي فيه قبر نوح بتاريخ العشر الأخير من شهر ذي القعدة سنة 731هـ. وهي تنص على أن المدفون هو النبي نوح عليه السلام. ثم قام الأمير "محمد ابن الأمير ناصر الدين المعروف بالحنش" بتسجيل وقفية أخرى على المقام نفسه مؤرخة في سنة 905هـ (1499م) وعليها تواقيع شيوخ وقضاة دمشق وبعلبك.

وينقل تدمري عن "شيخ الربوة الدمشقي" ذكره لكرك نوح مرتين في كتابه وفيه يقول:"وبقاع بعلبك، وفيه موضع يفور منه الماء فوراً بالقرب من كرْك نوح عليه السلام يسمى تنُّور الطوفان. وهناك بكرك نوح قبر منحوت بالحجارة طوله واحد وخمسون خطوة، يقال إنه قبر نوح عليه السلام".

وقال "سبط ابن الجوزي": وفي جبل لبنان جبل الدير مطل على ساحل بيروت، يقال إنه الجبل اذي قال فيه كنعان بن نوح: {قالَ سَـٔاوى إِلىٰ جَبَلٍ يَعصِمُنى مِنَ الماءِ}.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان