مسجد النيلين.. مشروع التخرج الذي تحول لتحفة إسلامية في الخرطوم وحضر افتتاحه "كلاي"
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت - سارة عبد الخالق:
مسجد مميزمن حيث موقعه وتصميمه، تحول من فكرة مشروع تخرج لطالب بجامعة الخرطوم إلى تحفة معمارية جعلته واحدا من أهم معالم الخرطوم، وأحد الإنشاءات الفريدة من نوعها داخل السودان.. إنه (مسجد النيلين) الذي حضر افتتاحه الملاكم العالمي (محمد علي كلاي)، وهذا ما يرصده مصراوي في التقرير التالي:
يقع (مسجد النيلين) عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق - شاطىء أم درمان بالسودان، حيث جاءت فكرته من مشروع تخرج لطالب من كلية الهندسة والمعمار بجامعة الخرطوم في منتصفالسبعينيات والمهندس المعماري بعد ذلك (قمر الدولة عبد القادر الطاهر) - المصمم الأساسي للمسجد -، وتحولت بعدها هذه الفكرة إلى بناء مميز فائق الجمال.
يأتي (مسجد النيلين) على شكل صدفة عملاقة أو جوهرة كبيرة قطرها ثلاثون مترا تقع عند ملتقى النيلين، ليس لها مثيل في السودان، حيث ترمز هذه الجوهرة إلى الإسلام الذي يشع نورا لهداية الناس، ويعتبر أول مبنى يتم إنشاؤه في السودان من قواطع الألمنيوم وبدون أعمدة رفع حيث يتصل السقف بالأرض مباشرة تماما.
ففي عام 1974م، اختير مشروع المعماري (قمر الدولة عبد القادر الطاهر) ضمن عدد من المشاريع التي تم عرضها في دار الاتحاد الاشتراكي في إطار المؤتمر الهندسي الأول، وقد لفت انتباه رئيس السودان - وقتها –الرئيس)جعفر محمد نميري(مشروع التخرج الخاص بـ (قمر الدولة)، وتفاجأ الطالب صاحب هذا المشروع عندما قرر الرئيس السوداني تبني فكرة مشروعه برؤية جديدة، وفي إطار بالغ الأهمية ليتحول بعد ذلك إلى مسجد على أرض الواقع وتحفة معمارية تعد أحد معالم الخرطوم المميزة.
وتأتي مئذنة المسجد عل ارتفاع 50 متر، والتي توجد عند مدخل مدينة أم درمان السودانية، وفقا لمصمم المسجد قمر الدولة عبد القادر الطاهر.
وذكر الدكتور المعماري هاشم خليفة محجوب في برنامج (وثائقيات عمارة السودان) متحدثا عن روعة بناء المسجد قائلا: "يتكون المسجد من عدة مكونات كبيرة وصغيرة يتوسطها مبنى المسجد نفسه، مشيرا إلى أن موقع هذه الجوهرة الثمينة في موقع المسجد لم يأتي عن طريق الصدفة، فله معنى مهم، فكل أجزاء المسجد موزعة بطريقة معينة حول محور رئيسي، هذا المحور يربط بين مركز الدائرة في المسجد والمئذنة، هذا المركز القوي الذي ينصف كل هذا المجمع ويتوجه نحو الكعبة المشرفة ومكة المكرمة في رمزية كبيرة جدا وهو اتجاه القبلة التي توحد الجميع".
وأضاف المعماري هاشم خليفة أن: "هذا الشكل في البناء يعرف في الزمن الحديث بـ "الإنشاءات الفضائية"، فالمسجد في خارجه يحمل كثير من معاني الحداثة، لكن من داخله يحكي قصة أخرى، ففتحات ونوافذ وأبواب المسجد من الداخل تأتي على شكل يعرف بـ "الأقواس المثننة"، مشتقة من شجرة النخيل، ويضم المسجد نقوش وزخارف إسلامية مميزة بذل فيها مجهود كبير بالتعاون مع أمهر وأفضل المزخرفين الذي تم إرسالهم من المغرب إلى السودان حيث استثمر الرئيس السوداني علاقته بملك المغرب – وقتها – محمد الخامس الذي تبرع الثاني وقتها بإرسال مجموعة من أمهر المزخرفين والمزينين الذين عملوا على هذا المسجد، ورصعوا قبته وجوانبه بدرر نفيسة".
وتحدث أيضا عن هذه الزخارف الموجودة بداخل المسجد، "والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع، زخارف بارزة على الجبس، بالإضافة إلى ما يعرف بالفسيفساء التي تشكل لوحات فنية رائعة تتكون من قطع صغيرة من حجر هو أشبه بالصدف، وكذلك توجد زخارف مذهلة منقوشة على الخشب، أما الجزء الخاص بمنبر المسجد الذي هو محط أنظار المصلين والجالسين في المسجد تتجلى فيه الزخارف الإسلامية المميزة".
ومعمار المسجد وملحقاته الغالب عليه شكل شبه الدائري ، يؤكد معني التساوي والتكافؤ بين المسلمين مع اختلاف أقدارهم وأجناسهم وأعراقهم، وفقا لما ذكره موقع "سوداكون" المهتم بأخبار الإنشاءات في السودان، بالإضافة إلى تكامل تدرج إرتفاعه بداية بالربوة الصناعية التي أقيم عليها مع شموخ دلالته ووظيفته في خدمة العقيدة وسمو مقاصد الدين .
وتأتي مساحة المسجد الكلية في 12 ألف متر مربع، ويضم المسجد أشغال معدنية بالألومنيوم، ومشغولات الجبس وأعمال الخشب
يشار إلى أن المسجد تم افتتاحه في28 سبتمبر 1984م، وكان قد حضر الافتتاح الملاكم العالمي محمد علي كلاي، وفقا لما ذكره موقع صحيفة الاتحاد الإماراتية.
فيديو قد يعجبك: