إعلان

بمناسبة ترميمه.. "سارية الجبل" أول مسجد بقاهرة المعز على الطراز العثماني

06:38 م الخميس 20 سبتمبر 2018

كتبت - سماح محمد:

بدأت منذ نهاية الشهر الماضى أعمال مشروع ترميم مسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين، أول مسجد فى قاهرة المعز بنى على الطراز العثمانى، وذلك تحت إشراف وزارة الأثار المصرية نظرا لقيمته الأثرية وتاريخه القديم.

شملت أعمال الترميم: الترميم المعماري والدقيق للمسجد، وأنها بدأت أواخر شهر أغسطس الماضي حيث تمت إزالة طبقات الملاط الحديثة والمتهالكة بواجهة المبنى والموجودة منذ أعوام سابقة تمهيدا لإعادتها بنفس المواصفات الأثرية وطبقا لمحددات المواثيق الدولية.

يذكر أن مسجد "سارية الجبل" أو "سليمان باشا الخادم" أو "الرديني" هو أول مسجد بنى على الطراز العثمانى فى القاهرة، والذى تم بناؤه قبل قلعة صلاح الدين الأيوبي بنحو ثلاثين عامًا تقريبا، والذى يقع في الجهة الشمالية الشرقية ويعرف باسم جامع سيدي سارية الجبل نسبة إلى سارية بن عمر ابن عبد الله قائد الجيوش الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كما يعرف أيضا باسم مسجد "الرديني" نسبة إلى "الشيخ الرديني" وهو "الحسن بن علي بن مرزوق بن عبد الله الرديني" - الفقيه والمحدث - والذى كان يأوي بمسجد "سعد الدولة" بالقلعة ثم تحول منه إلى هذا المسجد الذي كان قد أنشأه الأمير مرتضي مجد الخلافة أبو منصور قسطه الآمري الأرمني الذي كان واليا على الإسكندرية في العصر الفاطمي سنة 535هـ كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية للجامع واستمر الشيخ الرديني في التدريس به إلى أن مات سنة 540 هـ.

وفيما يتعلق باسم «سليمان باشا الخادم» والذى حمل المسجد اسمه لفترة من الزمان فهو الوالي العثماني الذي جدده، ووجدها فرصة سانحة لنسبته إليه.

وحسبما ذكرت وزارة الأوقاف، عبر بوابتها الرسمية، فإن مسجد سارية الجبل هو أول المساجد التي بنيت في مصر على الطراز العثماني الذي يتكون من قبة مركزية وأنصاف قباب حولها، والجامع يتكون من قسمين رئيسيين هما بيت الصلاة أو المسجد ويحتوى على دور قاعة مربعة تحيط بها من جهاتها ما عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاث إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يحتوى محراب رخامي زخرف بالوزرات والفسيفساء الرخامية وعلى منبر رخامي، أما القسم الثاني فهو الصحن المكشوف أو حرم الجامع ويتقدم المسجد أو بيت الصلاة من الناحية الشمالية الغربية ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية، وقد ألحق بالجهة الغربية من الصحن ضريح أبي منصور قسطه الذي ألحق بضريحه أيضا تراكيب وشواهد قبور يرجع تاريخها بداية من العصر العثماني وحتى عصر محمد على باشا.

وكما أوضحت الأوقاف إن بالجامع قبه كبيرة كانت مكسوة بالقاشاني الأخضر والأزرق وللمسجد مئذنة على الطراز العثماني وهى أول المآذن بالقاهرة التي بنيت على هذا الطراز والتي تعرف باسم "القلم الرصاص"، كما ألحق بالمسجد كُتاب لتعليم وتحفيظ علوم القرآن الكريم، وكذلك شاذروان للوضوء بالناحية الغربية وحديقة بالناحية الشرقية.

ونظرا لكل هذه التفاصيل الدقيقة والتى تعد بمثابة الكنز المعمارى الأثرى، تجرى الأن الحكومة أعمال الترميم به ليعود للحياة مرة اخرى بعد أن اصبح مكان مهجوراً يخلو من الضارعين فيه إلى الله والركع السجود.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان