مسجد الجيوشي.. به أقدم مئذنة مملوكية وأول مُصلى بُني بالحجارة

كتب – هاني ضوه :

شيد مسجد الجيوشي على حافة جبل المقطم ويطل على قلعة صلاح الدين، وقد أنشأه الوزير الفاطمي بدر الجمالي أمير الجيوشي سنة 478 هجرية الموافق 1085م، وكان مملوكاً أرمني الأصل ترقى في وظائف الجيش في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر حتى تولي إمارة دمشق ثم إمارة عكا، واختار جبل المقطم لإقامة مسجده وأقام به قبة ضريحية ليدفن بها بعد وفاته.

ومسجد الجيوشي يعد أول مسجد بُني بالحجر، وتعتبر مئذنته أقدم المآذن الفاطمية بمصر وتقع المئذنة أعلي المدخل مباشرة وتتكون من بدنة مربعة يعلوها مكعب ثم مثمن تغطيه قبة.

والمسجد صغير مُشيد على شكل مستطيل طوله 18 مترًا، وعرضه 15 مترًا - مساحته 270م بدون الإضافة الخارجية -، وينقسم إلى جزأين؛ صحن ومصلى، ويتكون المصلى من بائكتين يمتدان في توازٍ مع حائط اتجاه قبلة الصلاة.

ويتكون كل رواق من ثلاث بلاطات، وتغطي قبة بلاطة المحراب الذي هو عبارة عن كوة في الحائط تشير إلى اتجاه مكة.

وتخطيط المسجد فهو على غير المألوف في جميع مساجد القاهرة، حيث يؤدي الباب إلى دركاه – وهو الذي يمثل حلقة الوصل بين التكوين الخارجي للمدخل وبين داخل المبنى في كثير من المداخل - على يمينها سلم يؤدي إلى المئذنة وعلى يسارها غرفة مسقوفة بقبو مصلب، ومن هذه الدركاه تؤدي إلى صحن مكشوف على يمينه ويساره حجرتان مستطيلتان.. ثم رواق القبلة والمحراب الذي تغطيه قبة محمولة على رقبة مثمنة بواسطة طاقية واحدة.

ويعتبر محراب هذا المسجد من أجمل المحاريب الجصية وأحسنها صناعة فقد جمع بين دقة الحفر فى الجص وجمال التفريغ فيه وهو يشتمل على إطارين من الكتابة الكوفية التي تنتشر بجدران المسجد وفوق القباب بالآيات القرانية، والزخارف الحصينية التي تحيط بالمحراب، والتي تشبه زخارف الجامع الأزهر. وهي من أجمل الزخارف التي تزين بها المساجد التي أنشئت في عهد دولة المماليك.

وبالمربع الأيسر للمسجد يوجد قبر أحد الشيوخ وإن كانت العامة تقول إنه قبر الجيوشى على اسم منشئ المسجد.

أما تاريخ الزاوية فمنقوش على لوحة من الرخام تعلو عتب المدخل الرئيسى. وتتكون الكتابة من خمسة سطور من الخط، جاء فيها أنشأ هذه الزاوية مولى أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أمير الجيوش في المحرم من سنة ثمانية وسبعين وأربعمائة.

مصادر:

موقع "وزارة الآثار المصرية.

موسوعة المساجد التاريخية.

ويكيبيديا.