تعرف على قصة بناء مسجد المسيح عيسى بن مريم بمدينة الفسيفساء
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت - سارة عبد الخالق:
في هذه البقعة التي يطلق عليها "مدينة الفسيفساء" أو مدينة مأدبا الأثرية التاريخية بالقرب من العاصمة الأردنية "عمان" يقع هذا المسجد الذي يرمز إلى التآخي والتسامح والتعايش بين الأديان والتقارب بين المسلمين والمسيحيين ومدى عمق العلاقات بين أصحاب الديانات المختلفة في هذه المنطقة، إنه مسجد (المسيح عيسى بن مريم)، أول مسجد في العالم الإسلامي يحمل اسم نبي الله عيسى – عليه السلام - .
- لكن ما القصة وراء تسمية هذا المسجد بهذا الاسم؟
تعود قصة بناء مسجد (المسيح عيسى بن مريم) إلى ما يقرب من 60 عاما، عندما مرض في شهر رمضان إمام أحد المساجد بمدينة مأدبا، ولم يستطع الإمام أن يقوم من فراشه لشدة مرضه لكي يعلم المسلمين الصائمين بأن موعد الإفطار قد حان، فلاحظ ذلك القائم على الكنيسة المجاورة للمسجد، وفقا لما ذكره موقع الخليج أون لاين.
فما عليه إلا أن ذهب لإمام المسجد وساعده في أن يعلم المسلمين بموعد الإفطار، حيث كان القائم على الكنيسة لديه جهاز راديو صغير، يقوم بفتحه على إذاعة عمان لكي يعرف ميعاد أذان المغرب وموعد الإفطار وفور انطلاق أذان المغرب في الإذاعة، يقوم القائم على الكنيسة بقرع أجراس الكنيسة ليعلم المسلمين الصائمين أن ميعاد الإفطار قد حان.
أما عن فكرة بناء المسجد الذي يقع على مقربة من موقع (كنيسة الروح القدس للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية)، فتعود إلى شخص يدعى "غالب العتيبي" كان من مواطني مدينة مأدبا ثم سافر إلى أوكرانيا وقام بعد ذلك بفتح أبواب للخير كثيرة، ومن ضمن هذه الأبواب تفكيره في بناء مسجد في مدينة مأدبا موطنه الأصلي، فاقترح عليه أحد الشيوخ يدعى "جمال السفرتي" - وفقا لما ذكره موقع صحيفة الرأي الأردنية -، وبالفعل تم تسمية هذا المسجد بهذا الاسم ليكون أول مسجد في العالم الإسلامي يحمل اسم المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام - .
- وصف المسجد:
يأتي بناء المسجد على شكل ثُماني في شكل يشبه بناء مسجد قبة الصخرة، وبلغت تكلفته ما يزيد على نصف مليون دولار أمريكي، والمسجد مبني من الحجر الأبيض مع قليل من الأحجار ذات اللون الأسود.
يعتلي اسم (مسجد المسيح عيسى بن مريم) عند مدخله الآية القرآنية الكريمة من سورة النساء: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ..}.
وتبلغ مساحد المسجد نحو 1000 متر مربع على أرض مساحتها 1129 متراً مربعاً، وتعتبر مئذنته أعلى مئذنة مسجد بمدينة مأدبا حيث يبلغ طولها 60 مترا، وهو مسجد مكون من 3 طوابق.
ويوجد فوق المحراب الخشبي للمسجد الآية القرآنية الكريمة من سورة آل عمران: { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا..}
ويوجد على جدران المسجد الداخلية عدة لوحات قرآنية مكتوب عليها اسم النبي عيسى عليه السلام وردت في القرآن الكريم منها قوله تعالى من سورة آل عمران: { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}، وكذلك قوله تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ}، وغيرها من الآيات القرآنية المذكور فيها اسم نبي الله عيسى عليه السلام، وأمه مريم البتول - عليها السلام.
جدير بالذكر أن مدينة مأدبا سميت بـ "مدينة الفسيفساء" نظرا لاكتشاف تحت أرضها العديد من الآثار التاريخية المصنوعة من الفسيفساء المحفورة والمرسومة، والتي ترجع إلى العصرين البيزنطي والأموي.
فيديو قد يعجبك: