الاماكن المباركة في رحلة الإسراء
بقلم – هاني ضوَّه :
لله في الكون أماكن مباركة، ومن ضمن تلك الأماكن بقاع صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلال رحلة الإسراء المباركة بالبراق، وكان أولها أرض ذات نخل كثير، فقال له جبريل عليه السلام: انزل فصل ههنا، فنـزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى ثم ركب، فقال له جبريل: أتدري أين صليت؟، فقال: لا، قال: صليت بطيبة وإليها المهاجرة.
وانطلق البراق يطوي المسافات إلى أن وصل إلى مدين – بالقرب من منطقة تبوك الآن – حيث شجرة سيدنا موسى التي استظل تحتها بعد أن خرج من مصر، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: انزل فصلّ فنـزل وصلى .
ثم سار البراق إلى أن وصل بالنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وجبريل عليه السلام إلى طور سيناء في مصر حيث كلم الله نبيه موسى تكليمًا، فقال له جبريل: انزل فصلّ، فنـزل فصلى، ثم ركب البراق مرة أخرى وسار به إلى أن بلغ أرضاً فبدت له قصور الشام، فقال له جبريل : انزل فصل، ففعل، ثم ركب فانطلق البراق به إلى أن نزل إلى مكان فصلى فيه ، فقال : أتدري أين صليت ؟ قال : لا، قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم .
كانت تلك أماكن مباركة صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلال رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك، وفي نزوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه المواقع وصلاته بها كما يقول شيخنا محمد بن علوي المالكي رحمه الله: "دليل كبير على ربطها بالإسلام وبنبي الإسلام وانضوائها تحت لوائه وعهدته، وأن الإسلام هو الرسالة المهيمنة الخاتمة لكل الرسالات السابقة، وفي ذلك أيضاً فتح لباب الاعتناء بالآثار الدينية التي ترتبط بحوادث عظيمة، ووقائع كريمة وذكريات فاضلة قديمة، وأن إحياء ذلك يكون بشكر الله تعالى على نعمه وفضله بالعبادة والدعاء والذكر والتفكر فيما يعود على الإنسان بالمنفعة والخير.
فيديو قد يعجبك: