لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليلة النصف من شعبان .. كيف نحييها ؟!

04:00 م الخميس 11 مايو 2017

ليلة النصف من شعبان .. كيف نحييها ؟!

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

في شهر شعبان من كل عام تحل علينا ليلة كريمة هي ليلة النصف من شعبان والتي لها فضل عظيم، كما أن الدعاء فيها مستجاب كما ذكر الكثير من العلماء.

مع ذلك نجد كل عام من يطل علينا من غير المتخصصين وأصحاب الفكر المتشدد ليشتتوا الناس بأفكار مغلوطة ومعلومات خاطئة ت الناس عن طاعة ربهم والتعرض لنفحات الأيام والليالي المباركة، حيث قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا". 

ولكن المتتبع لأفعال الصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعون، وكذلك العلماء رضوان الله عليهم أجمعين، يجد أنهم كانوا يعظمون ليلة النصف من شعبان ويجتهدون فيها بالعبادة، والصوم في ذلك اليوم وعنهم أخذ الناس فضله وتعظيمه، لما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " إذا كانت ليلة النِّصْفِ من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن اللَّهَ ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٍ لي فأغفر له، ألا مسترزقٌ فأرزقهُ، ألا مبتلى فَأُعَافِيَهُ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".

وورد كذلك عن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه".

ومن أقوال الصحابة الكرام عن النصف من شعبان نجد كثير من الاهتمام بها، فيقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: "خمس ليال لا تردُّ فيهن الدعاء ليلة الجمعة وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتيِ العيدين".

ويقول ابن عباس رضي الله عنه عن النصف من شعبان: "إنَّ الرجلَ ليمشي في الأسواق، وإن اسمه لفي الموتى".

واستحب إمامنا الشافعي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به وبعلومه في الدارين، أن يكثر المسلم من الدعاء في ليلة النصف من شعبان والتقرب إلى الله بمختلف القربات والعبادات فيقول: "بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلةَ جمعٍ، وليلةُ جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر"، ثم قال الإمام الشافعي: "وأنا أستحبُّ كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا".

ولقد فطن السلف الصالح والعلماء إلى فضل إحياء ليلة النصف من شعبان واستحبوا إحيائها جماعة في المسجد أو فرادى، فقد كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ووافقهم في ذلك إسحاق بن راهويه على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله.

وذكر الإمام ابن رجب الحنبلي أن ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، ووافقهم على تعظيمها طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم.

وقال المحدث بهاء الدين القاسم: "كان أبي رحمه الله مواظبا على الجماعة والتلاوة، يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار، ويحيي ليلة النصف (أي من شعبان) والعيدين بالصلاة والذكر".

وقال الإمام الشافعي في كتابه الأم: "وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان".

فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في ليلة النصف من شعبان لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب وأن يقدم على ذلك التوبة فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.

وما أجمل ما قال الإمام ابن رجب الحنبلي عن النصف من شعبان: "فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب، وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب".

وأنشد يقول:

فقم ليلة النصف الشريف مصليا *** فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه 

فكم من فتى قد بات في النصف آمنا *** وقد نسخت فيه صحيفة حتفه 

فبادر بفعل الخير قبل انقضائه *** وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه


موضوعات متعلقة:

3 أوقات ترفع فيها الأعمال إلى الله.. منها شعبان فما هى الأوقات الأخرى؟

السيدة عائشة وأسامة بن زيد يبينان أسباب إكثار النبي من الصيام في شعبان

المنح الربانية في شهر شعبان .. وكيف نحصلها؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان