إعلان

"عمى الكفار.. لبن الشاة.. فرس سراقة".. معجزات للنبي في رحلة الهجرة

04:44 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- هاني ضوه:

لا يوجد شيء في الكون (إنسانًا أو حيوانًا أو جمادًا أو نباتًا) إلا ويأتمر بأمر الله- سبحانه وتعالى- يسخرها لمن شاء، وهذا ما كان في رحلة الهجرة النبوية المشرفة، حيث أيد الله- عزوجل- نبيه وحبيبه- صلى الله عليه وآله وسلم- بمعجزات باهرات كانت معينًا على الهجرة بسلام وأمان.. هذا ما يرصده "مصراوي" في التقرير التالي:

عمى الكفار


"فأغشيناهم فهم لا يبصرون".. معجزة باهرة حدثت في رحلة الهجرة للنبي مع كفار قريش الذين اجتمعوا لقتله، إلا أن الله أعماهم عنه فخرج النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وسط الكفار، ليبدأ رحلة الهجرة دون أن يروه.

فلما بدأت دعوة الإسلام في الانتشار، وازداد عدد المؤمنين اجتمعت قبائل مكة ليضعوا حدًا لهذا الدين الجديد، واتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيله شاب، وينتظروا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ليلًا حتى يقتلوه، ويضربوه بالسيف ضربة رجل واحد فيتفرق دمه- بأبي هو وأمي- بين القبائل.

ووافق هذا اليوم يوم الهجرة، فلما كانت عتمة من الليل أي الثلث الأول اجتمعوا على باب النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يرصدونه حتى ينام فيضربوه بالسيوف، فلما رأى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- مكانهم وعلم ما يكون منهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينام في برده ذلك إذا نام.

ثم خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من تراب فجعل يذره على رؤوسهم، وقد أخذ الله أبصارهم عنه، فلا يرونه وهو يتلو هذه الآيات: «يس والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم... وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون».

ولم يبق منهم رجل إلا وضع على رأسه تراباً. ومضى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً حتى لحقا بغار ثور في اتجاه اليمن، ثم أتاهم آتٍ لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ههنا؟ قالوا: محمداً فقال: خبتم وخسرتم والله قد خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلاً إلا وقد وضع على رأسه تراباً.

معجزة في غار ثور

بعد أن خرج النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- مع صاحبه سيدنا أبي بكر الصديق في طريق الهجرة ذهبا إلى غار "ثور" يختبئون فيه بعد أن خرج الكفار وراءهما يطلبونهما، ويتفقدون أثرهما.

ولما دخلا الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه الغار فسترته بفروعها، وبعث الله العنكبوت، فنسجت ما بين فروعها نسجاً متراكماً بعضه على بعض، وأمر الله حمامتين فوقفتا وباضتا على مدخل الغار.
وعندما وصل المشركون إلى غار ثور حيث انتهى أثر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وصاحبه، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: "لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه.

وازدادوا اقتناعا بأن الغار ليس فيه أحد، عندما رأوا شجرة تدلى أحد فروعها على فوهة الغار، ولا سبيل للدخول فيه بإزالة تلك الفروع فضلا عن إزالة نسيج العنكبوت. وكل ذلك كان معجزة من المعجزات.

شاة أم معبد

يقال إن حادثة شاة أم معبد من أعظم المعجزات التي وقعت في الهجرة، فحدث أن مر الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- في طريقه إلى المدينة هو وصاحبه على أم معبد الخزاعية، فسألوا تمرًا ولحمًا ليشتروه، فلم يكن عندها شيء من ذلك، فأرادوا الاستضافة: فقالت ما عندنا طعام ولا شراب، إلا شاة هزيلة خلفها الجهد عن الغنم. فقال- عليه الصلاة والسلام-: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك وجف ضرعها. قال: أتأذنين في أن أحلبها ؟ قالت: نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها.

ومسح ضرعها ودعا: "اللهم بارك في شاتها فتفاجت ودرت لبنا، فدعا بإناء لها فحلب فيه حتى امتلأ، فسقاها فشربت حتى رويت، ثم سقى صاحبه حتى ارتوى ثم شرب الحبيب- صلى الله عليه وآله وسلم- وقال: ساقي القوم آخرهم شربا، فشربوا جميعا، ثم انطلقوا".

فرس سُراقة بن مالك

ارتحل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وصحبه بعدما مالت الشمس، وكانت قريش قد رصدت مائتي ناقة لمن يقبض عليهما، فطمع سراقة بن مالك في المكافأة وخرج في أثر النبي وصاحبه حتى أدركهما، وأوشك أن يقبض عليهما، فدعا عليه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: :"اللهم أكفنيه بما شئت.. اللهم اصرعه عنا"،

فغاصت قدما فرس سراقة في الصخر، فقال سراقة: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، وأضلل الناس عنكما، فعفا عنه النبي ووعده بسواري كسرى مكافأة له عند فتح فارس.

ولما عاد سراقة قال له أبوجهل: إنه بلغني أنك كذاب، وجدتهم وتركتهم. قال سُراقة: يا أبا الحكم: "لو كنت شاهداً لأمر جوادى.. إذ تسيخ قوائمه، لعلمت ولم تشك بأن محمداً.. رسول من الله فمن يقاومه".

ومرت الأيام، وأسلم سراقة بعد فتح مكّة وحنين، وفتحت بلاد فارس، وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- فأعطاه عمر سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.

مصادر:

كتاب السيرة النبوية- ابن هشام.

كتاب "الفصول في اختصار سيرة الرسول"- ابن كثير.

كتاب "السيرة الحلبية"- علي بن برهان الدين الحلبي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان