ليلة القدر عند الشيعة.. رفع المصحف على الرأس والتوسل بأئمة أهل البيت
مصراوي:
ليلة القدر هي ليلة العطايا والنفحات والبركات، فقد وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، وأخبرنا سبحانه بأنه: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْكُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
وقد اهتم المسلمون بمختلف مذاهبهم بليلة القدر، وسردوا فضائلها وخصائصها الكثيرة التي اتفقوا في كثير منها، كما ذكروا الكثير من العبادات التي يستحب للمسلم أن يؤديها في هذه الليلة المباركة.
ليلة القدر عند أهل السنة
تحدث علماء وفقهاء أهل السنة عن الكثير من فضائل ليلة القدر فهي ليلة خير من ألف شهر كما ذكر القرآن الكريم وتتنزل فيها الملائكة وفيها نزل القرآن الكريم وغيرها من الفضائل.
وقد اختلف فقهاء أهل السنة في تحديد ليلة القدر ولكنهم أجمعوا على ضرورة أن يتحراها المسلم في العشر الأواخر من رمضان خاصة في الليالي الوترية، وورد في فضل إحيائها أحاديث، بحسب دار الإفتاء المصرية، منها ما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومن فضائل ليلة القدر عند أهل السنة ما ذكره الإمام القرطبي عند تفسيره لآيات سورة "القدر" حيث ذكر العديد من الروايات التي تبين فضل ليلة القدر، وما تفعله الملائكة مع عباد الله الذين يجتهدون في العبادة، فذكر قولًا لابن عباس رضي الله عنه قال فيه: قال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: "إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر، وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران".
أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم الله المسلم بهذه الليلة فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرايت إن علمت -أعني ليلة القدر - ماذا أدعو فيها؟ قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
فليلة القدر ثواب العمل الصالح فيها يعدل ثواب أكثر من ألف شهر من هذا العمل الصالح ليس فيهن ليلة القدر، فعلى المسلم استغلال كل لحظة فيها، والبخل بتضييع لحظاتها.
ليلة القدر عند الشيعة
عن أسباب تسميتها بليلة القدر يرى الشيعة أن هناك أسباباً ذكرت في الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام لتسمية ليلة القدر، وأن الله قدّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، كما أن فيها رأس السنة التي يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة، وسميت أيضاً؛ لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر إلى رسول ذي قدر، لأجل أمة ذات قدر، على يدي ملك ذي قدر.
ومن العبادات والشعائر التي يؤديها الشيعة ليلة القدر بشكل يخالف منهج أهل السنة والجماعة، كما لخصها المرجعية الشيعية الشيخ عباس القمي في كتابه "مفاتيح الجنان": الاغتسال عند غروب الشّمس ليكون على غسل لصلاة العشاء، وصلاة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد التّوحيد سبع مرّات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرة: "أستغفر الله وأتوب إليه"، وقراءه دعاء الجوشن الكبير، رفع المصحف على الرأس والدعاء إلى الله، والتوسل بأئمة أهل البيت الأربعة عشر، وكذلك زيارة مقام الإمام الحسين رضي الله عنه.
مصادر:
"تفسير القرطبي" للإمام القرطبي.
كتاب "فتح الباري" – الإمام ابن حجر.
كتاب "علل الشرائع" - الصدوق القمي.
كتاب "مفاتيح الجنان" - عباس القمي.
فيديو قد يعجبك: