من أسرار فاتحة الكتاب
القاهرة- مصراوي:
سورة الفاتحة هي الفاتحة لكتاب الله عز وجل وهي من أعظم سور القرآن الكريم، وقد سُميّت بالسّبع المثاني، حيث ورد في ذكر فضلها الكثير من الأحاديث النبويّة الصّحيحة، التي تُشير إلى فضائلها وأثرها في الشفاء، وقد استخدمها الصّحابة رضوان الله عليهم للرّقية.
ومن الأحاديث التي جاءت في ذكر فضل سورة الفاتحة ما رُوِي عَن أبي سعيد بن المعلَّى رضي اللَّه عنه، قَال: (كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صلّيت، قال: فأتيته، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: ألم يقل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)؟ ثُمَّ قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ (الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ).[رواه البخاري].
وفي هذا الحديث بيانٌ أنَّ سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم، وقد سُميّت في نصّ الحديث بالسّبع المثاني، ووصفها النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالقرآن العظيم، فكانت بذلك اختصاراً لكتاب الله كلّه، حيث جاء فيها توحيد الله سبحانه وتعالى بأقسامه الثّلاثة؛ توحيد الرّبوبية بقوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، وتوحيد الأسماء والصّفات بقوله تعالى: (الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين)، وتوحيد الألوهية بقوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين). ومن أهمّ فضائل الفاتحة نفعها بإذن الله إذا قُرئت للرّقية.[حديث صحيح عن أبي هريرة].
جاء في الحديث القدسي أنّ الله عزّ وجلّ يقول: (قُسِمَت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ نصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين)، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم)، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال الله: مجدني عبدي أو قال: فوّض إلي عبدي، وإذا قال: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال (اهدنا الصراط المُستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين)، قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل).[ حديث صحيح عن أبي هريرة].
ففي هذا الحديث بيان أنّ سورة الفاتحة هي خطاب وحوار يدور بين العبد ورب العالمين، حيث يُخاطب العبد ربّه كلما قرأ الفاتحة بحمد الله افتتاحاً وشكره بقوله: (الحمد لله رب العالمين)، فيتفاخر الله أمام ملائكته بذلك بقوله عزّ وجل: (حمدني عبدي)، ثم يُثني العبد على الله بقوله: (الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين)، وفي ذلك ثناءٌ وتمجيدٌ لله عزّ وجل، ثم يسأله الاستعانة في كلّ أموره بعد أن يُوحّده بقوله: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)، ثم يسأله الهداية في الدّنيا والآخرة حتى يتجاوز الصّراط الذي هو سبيل النّجاة من النّار والفوز بالجنّة، فيعده حينها الله سبحانه وتعالى بأن يجيب طلبه.
ومما ورد في كونها شفاءٌ من كل داءٍ ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال: (إنّها شفاءٌ من كل سَقَم)، وقد قيل: (إنّ موضع الرُّقية والاستشفاء منها (إيّاك نستعين)).
فيديو قد يعجبك: