أحمد ممدوح يفسر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُون}
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في الآية الثانية عشرة من سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُون، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}، وقد نزلت تلك الآيات في جماعة من الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سبب نزولها، وكذلك المعنى المقصود بالآية لعموم المسلمين.
يقول ممدوح مفسرًا تلك الآيات في برنامج "من القلب للقلب" المذاع على قناة on الفضائية، إن ظاهر الآية الكريمة تبدو وكأنه اسلوب استفهام، لكن يكون الاستفهام احيانا على سبيل التقريع او التوبيخ، وأحيانا على سبيل الإنكار والاستهزاء في أحيان أخرى وغيرها من الأغراض، وأضاف ممدوح أن الاستفهام هنا في الآية المقصود منه الإنكار والتوبيخ، فمقتضى الوصف بالإيمان يعني الإلتزام بما يصدر من المرء من أفعال وأن يفعل حقا ما يقوله، فمن لم يفعل ذلك فقد وقع فيما لا يرضي الله.
ويذكر عبد الله بن عباس، حسبما يروي ممدوح، سبب نزول الآية وهو ان قومًا من المؤمنين قالوا لو أن الله تعالى أخبرنا بأحب الأعمال إليه ففعلناها، فأوحى الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إليه الإيمان الذي لا شك فيه، والجهاد في سبيل الله، فلما كلفوا هؤلاء بالجهاد كرهه بعضهم، فنزلت هذه الآيات فيهم، يقول ممدوح انه على الرغم من كون هؤلاء صحابة إلا أنه قد غلبت عليهم البشرية أيضًا، ورغم ذلك فالله لم يكفرهم ولم يصفهم بصفة ضد الإيمان، وإنما ترفق بهم وارشدهم انه من مقتضى الإيمان ان يلتزموا بما يقولون، وأنه لا يكون المرء مؤمنا إلا حين يكون الله ورسوله احب إليه مما سواهما.
"أسباب النزول مفاتيح لفهم الآية لكن الآية لا تقف عندها لذا يقال في علم اصول الفقه العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب" يوضح ممدوح خطأ وقصور فهم من يقصر الآيات ومعانيها على أسباب نزولها، فيقول إن السبب مهم ومن الممكن ان نستنبط منه احكاما لكننا لا نجعل الآية تاريخية تقف عند السبب وحده بل نأخذ قاعدة عامة من الآية، وهي في الآيات السابقة: "اعمل بما تعرف التزم بما تقول".
فيديو قد يعجبك: