مركز الأزهر يوضح معني الآية الكريمة (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَا

كت- محمد قادوس:

نشر مركز الأزهر العالمي للرصد والفتاوى الإلكترونية تفسيراً لقول الله- تعالى-: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» [البقرة:102].

وجاء رأي بعض المختصين بتفسير وشرح كلمات الله- تعالي- في الآية السابقة كما يلي:

{مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ}: الذي تتبعه وتقول به الشياطين من كلمات السحر.

{عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}: على عهد سليمان- عليه السلام- ووقت حُكمه.

{الشَّيَاطِينَ}: جمع شيطان وهو من خبث وتمرَّد ولم يبق فيه قابلية للخير.

{السِّحْرَ}: هو كل ما لطف مأخذه وخفي سببه مما له تأثير على أعين الناس أو نفوسهم أو أبدانهم.

{هَارُوتَ وَمَارُوتَ}: ملكان وُجِدَا للفتنة.

{إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} أي: اختبارٌ وابتلاء.

{فَلا تَكْفُرْ}: لا تتعلم منا السحر لتضرَّ به فتكفر بذلك.

{بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}: بين الرجل وامرأته.

{اشْتَرَاهُ}: اشترى السحر بتعلُّمِه والعمل به.

{خَلَاقٍ}: حظٌّ ونصيب.

{مَا شَرَوْا}: ما باعوا به أنفسهم.

{لَمَثُوبَةٌ}: ثواب وجزاء.

وقد أوضح مركز الأزهر للفتوى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالآية الكريمة، وهي:

تدلُّ الآية الكريمة على حرمة تعلُّم السحر وتعليمه، وبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من المُوبِقَاتِ أي: المُهلِكات.

قال ابن قدامة- رحمه الله-: فإن تعلُّم السِّحر وتعليمَه حرامٌ لا نعلم فيه خلافًا بين أهل العلم. [المغني(9/29)].

وقال الإمام النووي- رحمه الله-: وأما تعلُّمُه – أي السِّحر -وتعليمُه فحرام. [شرح النووي على مسلم(14/176)]