لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من معاني القرآن: تفسير بعض آيات من سورة القيامة

02:10 م الخميس 25 أكتوبر 2018

أرشيفية

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية [كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)]، [ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15)]، [وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)] .. [القيامة: 11*12*14*15*22*23*24*25]

(كلا): ردع عن طلب المفر وتمنيه، المذكور في الآية السابقة: (يقول الإنسان يومئذ أين المفر). ويجوز أن تكون (كلا) بمعنى ألا الاستفتاحية أو بمعني حقًا.

(وزر): المراد به الملجأ والمكان الذي يحتمي به الشخص للتوقي مما يخافه، وأصله: الجبل المرتفع المنيع، من الوزر وهو الثقل. (المستقر): المراد: مستقر الخلائق يوم القيامة.

(بصيرة): بمعنى الحجة المشاهدة عليه. التاء في بصيرة للمبالغة مثلها في علامة ونسابة، أو لتأنيث الموصوف، أي حجة، وقيل: لأن المراد بالإنسان هنا الجوارح: أي جوارحه على نفسه بصيره: أي: مشاهدة عليه بعمله.

(معاذيره): المعاذير: جمع معذرة، بمعنى العذر على خلاف القياس، والقياس معاذر، فالمراد بالمعاذير: الإدلاء بالحجة والاعتذار من الذنب، وقيل: المعاذير: الستور. فالمعنى: (ولو ألقى معاذيره): ولو أرخي ستوره.

(يومئذ): المراد: يوم القيامة. (ناضرة): اسم فاعل من النضرة-بفتح النون المشددة وسكون الضاد-وهي الجمال والحسن. تقول: وجه نضير: إذا كان حسنًا جميلًا.

(باسرة): من البسور وهو شدة الكلوح والعبوس، ومنه قوله تعالى: (ثم عبس وبسر) يقال: بسر فلان يبسر بسورًا: إذا قبض ما بين عينيه كراهية للشيء الذي يراه.

(فاقرة): الفاقرة: الداهية العظيمة التي لشدتها كأنها تقصم فقار الظهر. يقال: فلان فقرته الفاقرة، أى: نزلت به مصيبة شديدة أقعدته عن الحركة. وأصل الفقر: الوسم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى يخلص إلى العظم أو ما يقرب منه.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ أن الحق تبارك وتعالى يؤكد لك أيها الإنسان أنه مهما طال عمرك، وطال رقادك في قبرك، فإلى ربك وحده لا إلى غيره نهايتك ومستقرك ومصيرك، في هذا اليوم الذي لا محيص لك عنه، لابد لك أيها الإنسان من المثول أمام ربك في هذا اليوم للحساب والجزاء.

ـ ويبين الحق تبارك وتعالى أن الإنسان حجة بينة واضحة على نفسه بما صدر منه من الخير والشر، والحسن والقبيح، ونفسه شاهدة بما كان منه في الدنيا، ولو أدلى بأية حجة يعتذر بها عن نفسه، لم ينفعه ذلك لا محالة.

ـ ويبين الحق تبارك وتعالى أن وجوه الناس يوم القيامة تكون على ضربين، فأما وجوه المؤمنين فهي وجوه حسنة جميلة متهللة من عظيم المسرة يشاهد عليها نضرة النعيم، تنظر إلى ربها على حسب مراتبها، فمنهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيًا، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه.

ـ وإذا كانت وجوه المؤمنين في ذلك اليوم حسنة جميلة ناضرة، فائزة بالنظر إلى وجه ربها تبارك وتعالى، فإن وجوه الكافرين يومها كالحة شديدة العبوس، وقد علمت هذه الوجوه أن ما سيقع بها سيهلكها ويقصهم ظهورها لشدته وقسوته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان