من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية من سورة القلم:، قال تعالى: {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم * فتنادوا مصبحين * أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين * فانطلقوا وهم يتخافتون * أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * وغدوا على حرد قادرين } .. [القلم: 19*20*21*22*23*24*25]
(طاف عليها): يعني: جنّتهم أو حديقتهم.
(طائف): الطائف: مأخوذ من الطواف، وهو المشي حول الشيء من كل نواحيه، وأكثر ما يستعمل لفظ الطائف في الشر.
(كالصريم): قيل: الليل المظلم. وقيل: الرماد الأسود. وقيل: كالزرع المحصود، فالصريم بمعنى المصروم، أى: المقطوع ما فيه.
(فتنادوا مصبحين): أي: فنادى بعضهم بعضًا في وقت الصباح المبكر، حتى لا يراهم أحد.
(اغدوا): الغدو هو الخروج إلى المكان في غدوة النهار. أى: في أوله. وعبر بقوله (على حرثكم) دون (إلى حرثكم): لأنه لما كان العدو إليه ليصرموه ويقطعوه كان غدوا عليه.
(حرثكم): الثمار والزرع والأعناب.
( إن كنتم صارمين): يعني: مصرين على الصرم وقطع الثمار، ويحتمل: إن كنتم أهل عزم وإقدام على رأيكم من قولهم: سيف صارم.
(فانطلقوا): أسرعوا لتنفيذ ما عزموا عليه.
(يتخافتون): التخافت تفاعل من خفت فلان في كلامه، إذا نطق به بصوت منخفض.
(على حرد): الحرد: القصد. قال الشوكانى: الحرد يكون بمعنى المنع والقصد؛ لأن القاصد إلى الشيء حارد. وقيل: (على حرد): على غضب. وقيل: على حاجة وفاقة. وقيل: على انفراد، يقال: حرد يحرد حردًا، إذا تنحى عن قومه، ونزل منفردًا عنهم دون أن يخالطهم.
خلاصة المعنى في هذه الآيات:
- لما أقسم هؤلاء الجاحدون على أن لا يعطوا شيئًا من جنتهم للمحتاجين، فكانت نتيجة نيتهم السيئة، وعزمهم على الشر، أن نزل بهذه الحديقة بلاء أحاط بها فأهلكها، فصارت كالشيء المحترق الذي قطعت ثماره، ولم يبق منه شيء ينفع، ولم يعين سبحانه نوع هذا الطائف، أو كيفية نزوله، لأنه لا يتعلق بذكره غرض، وإنما المقصود ما ترتب عليه من آثار توجب الاعتبار.
- ويبين الحق تبارك وتعالى عزمهم وتواصيهم على قطع ثمار بستانهم سرًا، حيث تواصوا وتنادوا بذلك في الصباح يشجع بعضهم بعضًا؛ حتى لا يطلع عليهم أحد.
- ولما عزموا على قطع ثمار البستان في الصباح الباكر؛ هروبًا من أعين الناس، أسرعوا لتنفيذ عزمهم، قاصدين له، وزيادة في التخفي عن الأعين والآذان كانوا يتكلمون بأصوات منخفضة لا تكاد تُسمع، تواصيًا بالحذر أن يطلع عليهم أحد من المساكين أو يشاركهم.
فيديو قد يعجبك: