من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة المزّمل.. تعرف على معنى "الأنكال"
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا * فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} .. [المزمل: 12* 13*14*17]
(أنكالًا): الأنكال: جمع نِكْل-بكسر النون وسكون الكاف-، وهو القيد الثقيل، يوضع في الرجل لمنع الحركة، وسميت القيود بذلك؛ لأنها تجعل صاحبها موضع عبرة وعظة، أو لأنها تجعل صاحبها ممنوعا من الحركة.
(جحيمًا): النار شديدة الاشتعال.
(طعاما ذا غصة): طعاما يلتصق في الحلوق، فلا هو خارج منها، ولا هو نازل عنها، بل هو ناشب فيها لبشاعته ومرارته.
(ترجف الأرض والجبال): تضطرب وتتزلزل.
(كثيبًا): من كثب الشيء يكثبه، إذا جمعه من قرب ثم صبه، وجمعه كثب وكثبان، وهي تلال الرمال المجتمعة كالربوة. و (مهيلًا): اسم مفعول من هال الشيء هيلًا: إذا نثره، وفرقه بعد اجتماعه.
والشيء المهيل: هو الذي يحرك أسفله فينهار أعلاه ويتساقط بسرعة.
(فكيف تتقون؟): بمعنى: كيف تصونون أنفسكم.
(إن كفرتم): إن بقيتم على كفركم وأصررتم عليه.
(يومًا): منصوب على أنه مفعول به لقوله: تتقون.
(الولدان): الأطفال الصغار.
وقوله (يجعل الولدان شيبا) مثل في الشدة، يقال في اليوم الشديد، يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل فيه أن الهموم والأحزان، إذا تفاقمت على الإنسان، أسرع فيه الشيب.
وخلاصة المعنى في هذه الآيات:
ـ يتوعد الحق تبارك وتعالى الكافرين به، المكذبين لرسله، فلديه سبحانه قيود ثقيلة لا يستطيعون منها فكاكًا ولا معها تحركًا، في نار شديدة الاشتعال يلقون فيها لشقائهم وذلهم، كما أعد لهم سبحانه في تلك النار المشتعلة طعامًا مر المذاق بشعًا ينشب في حلوقهم.
ـ يهدد الحق تبارك وتعالى المشركين، ويخوفهم عذابه، ومآلهم المخزي يوم القيامة إذا استمروا على شركهم وعنادهم، في يوم مهول شأنه، عظيم وقعه، شديد بأسه، تتزلزل فيه الأرض والجبال، حتى تصير الجبال الراسيات ذات الصخور المتماسكة صلبة الأحجار رملًا منهالًا، فتكون كالهباء المنثور.
وفي هذه الآية موعظة بليغة لكل معرض عن الله؛ للمبادرة بالتوبة والرجوع.
ـ يقرع الحق تبارك وتعالى ويوبِّخ أولئك الظانين أنهم لن يُؤخذوا بأعمالهم السيئة وفعالهم القبيحة مذكرًا إياهم بأهوال يوم القيامة، حتى يقلعوا عن شركهم وكفرهم، فلا نجاة لهم ولا مفر من عذاب الله في يوم تبلغ أهواله أن شعر الأطفال شديد السواد يصير شديد البياض أو يشيب الأطفال ويشيخون لطول هذا اليوم.
فيديو قد يعجبك: