تفسير قوله تعالى {إذا السَّماءُ انفَطَرت}
كتب: محمد قادوس
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآية القرآنية { إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت }.. [الانفطار: 1*2].
إذا السماء انفطرت: بيان لما ستكون عليه السماء عند اقتراب قيام الساعة.
انفطرت: تشققت وتصدعت، من الفَطر-بفتح الفاء- بمعنى الشق، كما قال تعالى في أول سورة الانشقاق: (إذا السماء انشقت). وقوله تبارك وتعالى: (ويوم تشقق السماء) وقوله: (السماء منفطر به). يقال: فطرت الشيء فانفطر، أي: شققته فانشق. أي: إذا السماء تصدعت وتشققت في الوقت الذي يريده الله تعالى لها أن تكون كذلك.
الكواكب: المراد بها النجوم.
انتثرت: يعني: تهاوت وتساقطت وتفرقت. يقال: نثرت الشيء على الأرض، إذا ألقيته عليها متفرقا. فانتثار الكواكب معناه: تفرقها عن مواضعها التي كانت فيها، والاسم النثار والنثار - بالضم-: ما تناثر من الشيء. والمقصود في الآية: أن النجوم صغيرها وكبيرها تنتثر وتتفرق وتتساقط؛ لأن العالم انتهى.
خلاصة المعنى في الآية الأولى: يبين الحق تبارك وتعالى بعض ما يحدث عند قيام الساعة، وبعض أوصاف ذلك اليوم المهول، فمن أشراط القيامة وعلاماتها التي تقع أن السماء تتصدع وتنشق وتصير أبوابًا، وذلك لنزول الملائكة.
وخلاصة المعنى في الآية الثانية: ومن علامات يوم القيامة كذلك بعد تشقق السماء وتصدعها تساقط الكواكب وتناثرها بعدها، وتفرقها منتشرة كجواهر ولآلئ قطع سلكها وبتر خيطها، وفي هذه الآية وأشباهها في سموها ومعانيها تهديد بيوم البعث الذي أنكروه، وإنه يوم يضطرب فيه الكون، ويكون فيه الهول، وإن السلطان حينئذ يكون لله تعالى وحده.
فيديو قد يعجبك: