تفسير قوله تعالى {إن الذين أَجرمُوا كانوا من الذين آمنُوا يضحَكُون}
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيتين القرآنيتين {(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون} .. [المطففين: 29*30]
الذين أجرموا: ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية روايات منها: أنها نزلت في المنافقين عبد الله بن أبى وحزبه، كانوا يتنعمون في الدنيا أو يسخرون من ضعفاء المؤمنين وفقراء المهاجرين، ويقولون: أنظروا إلى هؤلاء الذين يزعم محمد أنه يغلب بهم. ومنها: أنها نزلت في أبى جهل ورؤساء قريش كانوا يسخرون من فقراء المسلمين كعمار وخباب وابن مسعود وغيرهم بسبب ما كانوا فيه من الفقر والصبر على البلاء.
يضحكون: ساخرين مستهزئين.
وإذا مروا: إشارة إلى المجرمين من الكفار الذين ذكرتهم الآية السابقة.
بهم: يعني بالمؤمنين.
يتغامزون: التغامز: تفاعل من الغمز، وهو الإشارة بالجفون والحواجب على سبيل الطعن والتهكم.
خلاصة المعنى:
في الآية الاولي: أن الحق تبارك وتعالى يخبر عن شأن الكافرين الذين يسخرون من المؤمنين، فقد جمعوا إلى كفرهم وضلالهم استهزائهم بعباد الله من المتقين، فجمعوا ضلالًا إلى ضلال.
وفي الآية الثانية: يذكر الحق تبارك وتعالى من أفعال المجرمين من الكافرين من رؤوس الكفر والضلال في قريش أنهم كانوا إذا مروا بجماعة من المؤمنين يغمز أحدهم الآخر لينبه إلى ما عليه فقراء المسلمين من شظف العيش، ومن غير ذلك من الأحوال التي لا يرضاها المشركون كما يشيرون إلى المؤمنين بالجفن والحاجب استهزاء بهم، واحتقارًا لهم، وكل ذلك لجهلهم وغرورهم وبلادة حسهم، وطلبهم العاجلة ونسيانهم الآجلة.
فيديو قد يعجبك: