الروبي مفسراً معنى قوله تعالى {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيب

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف -(خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم ما معنى قوله تعالى {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا *السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}.. [المزمل:17*18].

قال الروبي: "فكيف تتقون" إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا، السماء منفطر به كان وعده مفعولا.

"فكيف تتقون" بمعنى: كيف تصونون أنفسكم إن بقيتم على كفركم وأصررتم عليه.

ففي الآية الكريمة يوبِّخ الله سبحانه وتعالى أولئك الظانين أنهم لن يُؤخذوا بأعمالهم السيئة وأفعالهم القبيحة مذكرًا إياهم بأهوال يوم القيامة، حتى يقلعوا عن شركهم وكفرهم، فلا نجاة لهم ولا مفر من عذاب الله في يوم تبلغ أهواله أن شعر الأطفال شديد السواد يصير شديد البياض أو يشيب الأطفال ويشيخون لطول هذا اليوم.

ومن شدة هول ذلك اليوم أن السماء مع عظمها وإحكامها تتصدع وتتشقق من هول ذلك اليوم، فما ظنك بغيرها من الخلائق؟ وهذا الذي يقع في هذا اليوم المهول واقع لا محالة كما أخبر تبارك وتعالى.