المفتي السابق يوضح معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
كتبت – آمال سامي:
فسر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قوله تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، وذلك في إحدى حلقات برنامج "والله أعلم"، المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، وأوضح جمعة أن للآية معنيين، أحدهما ظاهر قريب والآخر يختلف عنه قليلًا.
وأوضح جمعة في تفسيره للآية أن الله سبحانه وتعالى لما كان يوقع العذاب على قوم قد كذبوا الرسول فإنه يقول: ثم ننجي الذين اتقوا، ويقول ننجي المؤمنين، ومع سيدنا نوح عليه السلام جعله يسافر بالسفينة، وجعل سيدنا موسى عليه السلام يهاجر، بينما ترك سيدنا لوط عليه السلام المدينة قبل وقوع العذاب، وهذا لكل نبي، يقول جمعة، فمادام فيهم النبي لن يعذبوا ولن تنزل عليهم صاعقة من العذاب.
ففي كل قصص الأنبياء نجى الله سبحانه وتعالى المرسلين وبعد ذلك عذب الكافرين، يقول جمعة موضحًا أن معنى الآية يؤكد أن وجود النبي فيهم هو ما درأ عنهم العذاب، أما قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، فهل الاستغفار بديل لوجود النبي الذي يحمينا من وقوع العذاب؟ يقول جمعة أن الاستغفار يسبب رضا الله سبحانه وتعالى، فالله يفرح بتوبة عبده، فحين يستغفر يتسبب ذلك في الخير ودرء العذاب ورضا الله كذلك.
"فيجوز فهم الآية بان الاستغفار يقي الشرور والبلايا ويفتح الخيرات والأرزاق، ولكن يبدو أن للآية معنى آخر غير المعنى الظاهري لها"، يقول جمعة، وهذا المعنى هو أنهم لا يستغفرون لذا سينزل الله عليهم العذاب، أي كأنها بيان حالة، فهو لا يأمرهم بأن يستغفروا، ولكنه يقول لهم أن حالكم "عوج وهينزل عليكم العذاب لأنكم مش بتستغفروا"، فهو يبين سبب عذابهم وليس يدعوهم إلى الاستغفار الذي رفضوه مرات متتالية.
اقرأ أيضاً..
- من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}
- علي جمعة يشرح معنى المبدأ القرآني "وكذا المشقة تجلب التيسير"
فيديو قد يعجبك: