إعلان

الشيخة كريمة العدلية.. قارئة القرآن التي أحبّت شيخها وصدحا سوياً عبر الإذاعة

05:29 م الأربعاء 26 ديسمبر 2018

كتب – هاني ضوه :

استمرارًا لتذكر سير رائدات قراءة القرآن في مصر من النساء اللاتي كان لهن دور كبير وشهرة واسعة في عصرهن يقدم مصراوي في التقرير التالي سيرة الشيخة كريمة العدلية قارئة القرآن الكريم التي ذاع صيتها في مطلع القرن العشرين وكان حضورها قويًا ولافتًا في الإذاعة المصرية في ذلك الوقت وتخطت حدود مصر.

للشيخة كريمة العدلية قصة مختلفة عن غيرها من المقرئات، فقد جمعتها قصة حب مع شيخها وزوجها الشيخ والقارئ علي محمود، فقد كانت تحرص على الذهاب إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة حتى تستمتع إليه في طلاة الفجر وهو يرفع الأذان. وهو ما ذكرة الكاتب الصحفي الكبير محمود السعدني رحمه الله في كتابه "ألحان السماء".

أما زوجها الشيخ والقارئ علي محمود، فكان يحب الاستماع إلى قراءتها للقرآن وأدائها للتواشيح الدينية فكان يتبعها إلى أي مكان تذهب إليه لإحياء الليالي عند النساء كعادة أهل مصر في تلك الفترة فكانت ترتل آيات الذكر الحكيم بصوتها حتى الحرب العالمية الثانية، واعتادت إقامة حفل ضخم للإنشاد فى الخميس الأول من كل شهر فى أحد بيوت أثرياء الأقاليم، كان يحضر الحفلات كبار القراء، مثل الشيخ محمد رفعت، ومحمد الصيفى ومنصور بدار.

وانتهت قصة الحب هذه بزواج الشيخ علي محمود والشيخة كريمة العدلية وقد كانا كفيفين، ولكن جمعهما حب القرآن، بل وأصبحا يقرآن سويًا في الإذاعة المصرية.

وعقب ثورة 1919م أصبح المجال مفتوحًا للسيدات لدخول الإذاعة كقارئات للقرآن الكريم، وقد بدأت رحلة الشيخة كريمة العدلية مع الإذاعة عن طريق الإذاعات الأهلية فوصل صوتها إلى العالم العربي كله، وظلت كذلك حتى تم تمصير الإذاعة وظلت تذيع القرآن الكريم بصوتها العذب إلي فترة الحرب العالمية الثانية، حتى قبل عام 1949، عندما قررت الإذاعة المصرية الرسمية منع الشيخة كريمة العدلية، والشيخة منيرة عبده، من تلاوة القرآن عبر أثير الإذاعة، بعد أن وصلت أصواتهن إلى إذاعتي لندن وباريس.

وبلغت شهرة الشيخة كريمة العدلية لدرجة أن قدمتها الإذاعة مرتين في يوم واحد الأولى كقارئة للقرآن في السابعة صباحاً، والثانية كمطربة في العاشرة وأربعين دقيقة مساء. حسبما رصدت مجلة الراديو المصري في عددها الخامس والخمسين، الصادر في الأيام الأولى من أبريل عام 1936م.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان