إعلان

"ماشي في نور الله".. المقرئ محمد الطوخي والمأذون الذي لقبته الإذاعة بـ"المنشد"

11:59 ص الأربعاء 06 مارس 2019

الشيخ محمد الطوخي

كتبت- سارة عبد الخالق:

مع اقتراب نسائم الفجر يحلو السماع لصوته العذب الجميل.. طبع أثرا مميزا في أذهان المستمعين في صلاة الفجر بالأخص في شهر رمضان المعظم.. هو أحد رموز الإنشاد الديني في العالم الإسلامي الذي ترك بصمة واضحة في هذا المجال.. ذاعت شهرته ولمع صيته.. كان له موقف واضح في التفريق بين القرآن الكريم والابتهالات والتواشيح.. كان محبا للموسيقى وعازفا للعود، إنه المبتهل الشيخ "محمد الطوخي"، الذي تحل ذكرى وفاته عن عمر يناهز 87 عاما، في مثل هذا اليوم الموافق 6 مارس عام 2009.

ولد محمد الطوخي في محافظة المنوفية في قرية سنتريس مركز أشمون في عام 1922م، اهتم والده منذ نعومة أظفاره بأن يلحقه بكتاب القرية لكي يحفظ القرآن الكريم، وبالفعل أتم حفظ كتاب الله كاملا، ثم انتقل للدراسة بالأزهر الشريف، وحصل على الإجازة في القرآن الكريم، كان أحد تلامذة القارئ الشيخ "عثمان بن سليمان مراد علي أغا".

· الإنشاد الديني فن يسري في دمه

كان محبا للموسيقى ويحرص على سماع كبار المبتهلين كالشيخ "علي محمود"، وهذا ما دفعه للبحث عن الآليات التي تؤهله لكي يصبح مبتهلا ومنشدا بجانب القرآن الكريم، فكان الإنشاد الديني فنا يسري في عروقه مجرى الدم، وكثيرًا ما أعلن ذلك.

تعلم العزف على آلة العود على يد الشيخ "مرسي الحريري"، بالإضافة إلى إتقانه قواعد اللغة العربية والقصائد الشعرية، فقد جمع بين الابتهالات والإنشاد الديني وقراءة القرآن الكريم والمأذونية الشرعية بعد اعتماده في الإذاعة، وفقا لما جاء في كتاب (عباقرة الإنشاد الديني) لمحمد عوض.

وكان دائما يقدم نصيحته للقراء والمنشدين الجدد بضرورة دراسة و إتقان اللغة العربية، والاهتمام بدراسة قواعد الموسيقى، لأنه كان يرى أن المنشد يجب أن تتوافر فيه شروط عدة، منها: (حلاوة الصوت ونقاؤه، النطق الصحيح للحروف ، تجويد القرآن الكريم، الإلمام بالقواعد الموسيقية).

· لُقب بـ"المنشد"

سجل الشيخ محمد الطوخي "السيرة المحمدية" بأشعار أحمد المراغي وأداء كريمة مختار وسعد الغزاوي ويوسف شتا وإخراج كمال النجار للإذاعة الشعب، كما سجل مجموعة من الأدعية لبرنامج "دعاء الأنبياء"، بالإضافة إلى تسجيله للإذاعة العديد من التسجيلات والتواشيح، فأطلقت عليه الإذاعة لقب "المنشد" في عام 1946م.

طاف العديد من البلدان منشدا ومبتهلا له مكانته وينتظره الجميع للاستماع إلى تواشيحه وابتهالاته وصوته العذب، ومن ضمن هذه البلاد: سوريا والعراق وماليزيا والأردن وباكستان وإيران وقطر وأوغندا ونيجيريا، وسجل لها مجموعة من التسجيلات.

- تسجيل نادر من الإذاعة السورية للشيخ محمد الطوخي – (الآيات من 75 إلى 148 من سورة الصافات).

نال الشيخ المبتهل الطوخي العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، وتم اختياره بعد اعتماده منشدا في الإذاعة، لكي يكون حكما للمسابقات القرآنية، وتمت دعوته لحضور مؤتمرات عن الإنشاد منها مؤتمر عن الإنشاد والأذان في طهران، وتحدث فيه بطلاقة وشدد على أن تسعى الحكومات لتوطيد العلاقات بين الشباب والقرآن الكريم، وفقا لما جاء في (عباقرة الإنشاد الديني)– المصدر السابق ذكره.

· موقف واضح

فرّق بين القرآن الكريم والتواشيح والابتهالات، فهو يرى أنه إذا جاز أداء التواشيح والابتهالات بمصاحبة الموسيقى، فإنه لا يجوز أبدا أداء القرآن بمصاحبة الموسيقى.

كان الشيخ محمد الطوخي طيب القلب، فمن مواقفه الإنسانية التي يذكرها الإذاعي الكبير رضا عبد السلام قائلا: "هناك مواقف لا تُنسى من شدة إنسانيتها، كما كان مع المبتهل الفنان الكبير "محمد الطوخي" الذي لحقته في أواخر سنوات عمره، الذي كان إذا دخل المسجد وعلم أنني المذيع فرد ذراعيه من بعيد حتى أصل إليه، ويضمني إلى صدره، وكان عندما أبدأ كلامي في الميكروفون ينظر لي نظرة إعجاب يعبر فيها عن قلب طيب يحب للإنسان أن يحيا كريما طيبا"، وفقا لما جاء في كتاب (نقوش على الحجر- ملحمة رضا عبد السلام) تقديم د. عمرو شريف.

يذكر من روائع الإنشاد الديني الذي قدمها الشيخ المبتهل محمد الطوخي ابتهال "العلم يحلو كلما كررته"، إلى جانب العديد من الابتهالات الأخرى التي ارتبطت بأذهان الكثير من المستمعين ومحبي الإنشاد الديني منها على سبيل المثال: "من لي سواك إله الخلق يهديني"، "يا نور يوم ولدت قامت عزة"، " ماشي في نور الله". وغيرها.

- ابتهال نادر للشيخ محمد الطوخي مسجد السيده زينب رضي الله عنه عام 1971 م

يشار إلى أن الشيخ محمد الطوخي كان قد عين قارئا بمسجد السلطان أبوالعلا في عام 1943 م، كما كان مشهورا في حي بولاق الدكرور كونه كان مأذونا شرعيا لأهالي المنطقة.

توفى الشيخ المبتهل الكبير محمد الطوخي عن عمر يناهز 87 عاما، في مثل هذا اليوم الموافق 6 مارس عام 2009 م، وتم دفنه في 7 مارس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان